التشخيص الصحيح هو الحل لمواجهة الإنزلاق بالتطرف
إبتليت
مجتمعاتنا بالتطرف في المواقف وكثرة الجهات المستفيدة من ذلك ، فما بين
كثرة جاهلة تمثل السواد الأعظم من المجتمع وبين مجاميع تستغل هذا الجهل
لتحقيق مصالحها وتعرف من أين تؤكل الكتف كما يقول المثل ، وأتعس أنواع
الإستغلال هو إستغلال المجتمع بإسم الدين فيكون عندها العالم دجالاً ويكون
أسوء من العاهرات كما يقول الشيخ محمد جواد مغنية " إن العاهرة أشرف من رجل
الدين المزيف لأنها تتاجر بأقذر ما في بدنها ورجل الدين المزيف يتاجر
بأقدس ما جاءت به رسالات الأنبياء " وبشاعة هذا الإستغلال تظهر ليس فقط من
جانب رجل الدين الدجال ، بل أيضاً تظهر من الجانب الآخر وهو المستغل " بفتح
الغين " وذلك لأنه يصبح مخدراً بأفيون الدين وقداسة رجاله وتصنيمهم ولهذا
تجده كالمسحور أوكحجر الشطرنج يسيرونه كيف شاءوا بدون أن يتمكن من مراجعة
عقله وإستخدام تفكيره وهنا تكمن خطورة تحكم الدجلة من علماء الدين
بالمجتمعات على طول التأريخ فهم يستخدمون عامة الناس لمعاداة الأنبياء
والمصلحين والمفكرين والثوار ويستخدمونهم لتمزيق الأمم وتشويه الديانات
ودليلنا في الزمن المعاصر هو ما يحدث من تسخير المسلمين لقتل بعضهم البعض
بحجج واهية أوهن من بيت العنكبوت لكنها تأخذ أثرها في الناس لأنها تصدر من
رجل الدين وهي تمتلك القداسة والهالة والسيطرة النفسية للتحكم بالبشر
،وعليه ولإخراج الأمة من هذه المحنة لا يكفينا أن نشرح للناس خطأ أفعالهم
وبشاعة تصرفاتهم لأن ذلك لن يجدي نفعاً معهم كونهم يعتقدون بقداسة تصرفاتهم
وعلينا معالجة المشكلة من الأساس بأن نضع أيدينا على الداء لعلاجه وأن لا
ننظر فقط إلى الآثار ، ومن هنا جاء كلام المرجع العربي السيد الصرخي
لمعالجة سبب الإرهاب والجرائم التي تقع في العراق وغيره من قبل أبناء
المجتمع المغرر بهم قائلاً " الواجب الديني والأخلاقي على الجميع تشخيص
الأسباب ومعالجتها وعدم إقتصار النظر وردود الأفعال على النتائج والجرائم
حين وقوعها ، فلا يصح ولا يجوز التغرير بأبنائنا وإيقاعهم ضحية الإنتماء
إلى حشدٍ طائفيّ أو تيارٍ تكفيري سنيٍّ وشيعيٍّ ، كما لا يجوز عندما تقع
الجرائم أن نَصبَّ جام غضبنا وإنتقادنا على أبنائنا المغرر بهم فقط ونترك
الذين غرَّروا بِهم ، ومن الواضح أن هذا المنهج والسلوك لا يحل المشكلة بل
يفاقمها ، وماذا يفعل الإنسان المغرر به المسلوب الإرادة غير الإنتماء لقوى
التكفير والجريمة عندما تكون بشعارات براقة مثيرة للمشاعر من حماية مذهب
أو طائفة أو دين أو خلافة أو مراقد أولياء ومقدسات أو حُرُمات أئمة وصحابة
وأمهات مؤمنين ، وماذا يفعل الإنسان البسيط عندما يكون التغرير على أشدّه
فيعتقد ويتيقّن أن عملَه مَرْضِيٌّ عند الله تعالى والمجتمع من حيث أنه
يعمل على طبق فتوى من المرجع الديني وأن المجموعة المسلحة والحشد الذي
ينتمي إليه يُعتَبَر جزءاً من المنظومة العسكرية للدولة وتابعاً لرئيس
سلطتها المدعومة عربياً ودولياً بالمال والسلاح والإعلام ، فلا يبقى لعموم
الناس البسطاء خيار إلا الوقوع في التغرير فيقع القبيح والمحذور ، ولكي
يحصل العلاج الجذري التام لابد من التشخيص الصحيح والتعامل مع المشكلة من
أصلها وأساسها وأسبابها " . ونجد أن الباحثين والمتخصصين لم يتوصلوا إلى
وضع الحلول الناجعة لمشكلة الإرهاب في بلادنا لأنهم يتحاشون وضع أصابعهم
على المسبب الرئيسي للمشكلة لقداسة المسبب لديهم أو لطغيانه وسطوته وعدم
قدرتهم على مواجهته أو البوح بإسمه وهذا ما أشار إليه المرجع العربي الصرخي
الحسني في إستفتاء تحت عنوان " السيستاني مؤسِّسُ الحَشْدِ وزعيمُه
والمسؤولُ عن كلِّ أفعالِه " وإليكم رابط الإستفتاء .
http://www.al-hasany.com/vb/showthread.php…
http://www.al-hasany.com/vb/showthread.php…
مواضيع ومقالات مشابهة