العراق دولة بلا سيادة و حكومة بلا صلاحيات
العراق دولة بلا سيادة و حكومة بلا صلاحيات
لعل ما يدفعنا إلى كتابه هكذا مقال و اختيار
مثل تلك العناوين البارزة ما يختلج في صدورنا من ألمٍ و حسرةٍ على ما يمرُّ به
بلدنا الجريح من شتى ألازمات تجعله يقبع على حافة الهاوية وفي مختلف الأصعدة و
الميادين بسبب قياداته السياسية المفسدة ألأدوات التنفيذية لجهات خارجية تعمل
لصالحها و تنفذ مخططاتها والتي تسعى لدمار و خراب العراق وهذا ما تحقق لها فعلاً
ومع كل الأسف فبالأمس تناقلت وسائل الإعلام تسريبات خطيرة تحمل في طياتها خبراً مفاده
قيام الحكومة الأمريكية بسحب الصلاحيات العسكرية و الأمنية من ألعبادي و عدم تدخله
بعمل و تحريك القطاعات التابعة لكلا المؤسستين إلا بعلم و موافقة السلطات الأمريكية
الممثلة بسفارتها الموجودة في العراق فعلاما يدل ذلك ؟؟؟ لا تفسير له سوى أن حكومة
العراق إنما هي بالحقيقة كاللعبة بيد الاحتلال الأمريكي تعمل وفق ما يملى عليها من
أوامر و توجيهات هذا من جانب ومن جانب آخر نجد أن العراق أصبح الدولة الأكثر
انتهاكاً لحدودها و تعديات سافرة على سيادتها خلافاً لما نصت عليه المواثيق و
العهود الأممية و المعاهدات الدولية القاضية باحترام السيادة لكل دولة وعدم المساس
بها مهما كان نوع التدخل ولعلنا نجد أن إيران ومن ثم تركيا و آخرها القوات الأمريكية
التي طوقت المنطقة الخضراء ومن مختلف الجهات وقد أحكمت قبضتها على مداخل و نقاط
التفتيش المؤدية للخضراء معقل اجتماعات و ندوات حكومة و برلمان العراق وسط صمت
مطبق من لدن السيستاني و العبادي و تجاهل مخزي و معيب من لدن الأمم المتحدة الراعي
الرسمي للمواثيق و العهود الآنفة الذكر دون أي قرار دولي يطالبها بالكف عن التدخل
في شؤون العراق او حتى بيان شجب و استنكار وهكذا بات بلدنا المظلوم في طليعة الدول
التي تعاني من انتهاك لسيادتها و أكثرها عرضة للاجتياحات العسكرية و غير العسكري لكل
مَنْ هبَّ و دب و من الدول التي تدار من خلف الحدود ومن هنا تتضح لنا الحقيقة
الكامنة في الدعوة التي وجهها المرجع الصرخي الحسني للأمم المتحدة و مطالبته إياها
بالعمل الجاد في إنقاذ العراق و شعبه من الويلات التي تعصف بهما جراء ما تتعرض له
سيادة البلد من خرق و انتهاك من قبل قوى الاستعمار و الاستكبار العالمي وهذا ما
يدخل ضمن صميم عملها الدولي جاء ذلك في مشروع الخلاص الذي أطلقه المرجع الصرخي
بتاريخ 8/6/2015 وكما يقول : ((قبل كل شيء يجب أن تتبنّى الجمعية العامة للأمم
المتحدة رسمياً شؤون العراق وأن تكون المقترحات والقرارات المشار إليها ملزمة
التنفيذ والتطبيق )) مضيفاً إلى قيام منظماتها الإنسانية بحماية أهلنا النازحين مع
توفير كافة مستلزمات الحياة التي هم بأمس الحاجة إليها بعد إبعادهم من خطر الإرهاب
و المليشيات و المعارك الدائرة بينهم وهذا ما جاء بقول المرجع الصرخي في مشروعه أعلاه
: ((إقامة مخيّمات عاجلة للنازحين قرب محافظاتهم وتكون تحت حماية الأمم المتحدة
بعيدةً عن خطر الميليشيات وقوى التكفير الأخرى )).
و اليوم بعد ما جرى و يجري و سيجري على
العراق من انتهاكات لسيادته و أمنه و أمانه فقد باتت منظمة الأمم المتحدة تقف على
المحك فالشعب العراقي ينتظر ما ستقدمه تلك المنظمة من دعم و حماية أم من خيانة و
استخفاف لمنهاج عملها الدولي و الأيام ستكشف لنا حقيقة المستور فيها .
بقلم // احمد الخالدي
مواضيع ومقالات مشابهة
