كلهم ينادون بالإصلاح فَمَنْ افسد البلاد و هجَّر و قتل العباد ؟؟؟
كلهم ينادون بالإصلاح فَمَنْ افسد البلاد و
هجَّر و قتل العباد ؟؟؟
تُعَد العملية السياسية في أي بقعة من بقاع
العالم الركيزة الأساس في تقدم أو تأخر المجتمع لاعتمادها كلياً على أدواة مهمة
ذات باع طويل في إدارتها و تتمتع بقدر
كبير من الحنكة و الحكمة في تسير زمام أمورها وهذا ما تتطلبه تلك العملية ممَّنْ
يتصدى لتولي دفة القيادة فيها لكي تضمن النجاح وعدم الفشل في خطى القيادات السياسية التي تمسك بمقاليد
الحكم و بالتالي تعود بالنفع و المعطيات الايجابية لشعوبها لكن عندما نسلط الضوء
على بلدنا الجريح فينتابنا الألم و الحسرة ونحن نرى أنَّ حفنةً من السياسيين وهم يعتمدون
لعبة الاصطياد بالماء العكر مع أبناء شعبي المظلومين و المغرر بهم بشعارات دينية
مزيفة و عناوين براقة ما أنزل الله تعالى بها من سلطان لا لأجل شيء سوى لتمرير
مشاريعهم الفاسدة و مخططات إقليمية و دولية تريد النيل من العراق وبناء كيانها
الانتهازي على حسابه و مصالح شعبه المظلوم وما خلفته من آثار و انعكاسات سلبية ألقت
بضلالها على كاهل المواطن العراقي الذي أخذ يصارع صعوبة الحياة و يفتقر إلى أبسط
مقوماتها في ظل القوانين التعسفية و ما تبعها من سخط شعبي جراء زيادة الرسوم و
الضرائب في جميع مفاصل الدولة خاصة في قطاعي الصحة و التربية و التعليم و القائمة
تطول لبقية الدوائر الحكومية الأخرى وتحت مسمى سد النقص الحاصل في ميزانتها
السنوية التي ذهبت جل أموالها إلى جيوب حيتان الفساد في المنطقة الخضراء و بعناوين المشاريع الوهمية و العقود
المزيفة التي لا وجود لها أصلاً على ارض الواقع بل حبرٌ على ورق فعلى مدار (13)
عاماً و العراق من سيء إلى أسوء من فساد إلى فساد من طائفية إلى طائفية ناهيك عن
عمليات السرقة المنظمة للمال العام و التي تستنزف خزينة الدولة و بشكل مستمر
يومياً و أمام أنظار السيستاني و وسط تجاهله لما يكابده العراقيون من تحديات و
أزمات تلوح في الأفق و تنذر بكوارث أقل ما يقال فيها كان يوجد بلد في العالم اسمه
العراق فإلى أي هاوية مقبل عليها بلدنا الجريح بفضل فساد و تخبطات الطبقة السياسية
الحاكمة ؟؟ لا ندري ما تخبأه لنا الأقدار فإلى الله المشتكى على ما حلَّ بنا من
مآسي و ويلات واليوم وبعد تلك السنين العجاف التي يمرُّ بها العراق و السياسيون
يحاولون خداع الشعب بمشاريع إنقاذ مزيفة و أصوات نتنة تطالب بالإصلاح و أي إصلاحٍ
يناشدون ؟ هل هو إصلاح جذري حقيقي أم شكلي ترقيعي أم إصلاح من اجل الالتفاف على ثورة الجياع و
امتصاص نقمة غضبهم من أجل إعادة الأمور إلى المربع الأول في الفساد و الإفساد ؟؟؟
فإذا كانوا فكلهم يريدون الإصلاح فيا ترى مَنْ افسد البلاد و قتل و شرد و اضطهد و
سلب حقوق العباد يا ساسة المكر و الدهاء و النفاق ؟ ومن هنا تتضح لنا حقيقة
المطالب المتكررة للمرجع العراقي الصرخي الحسني و دعواته المستمرة بضرورة حل
الحكومة و البرلمان و تشكيل حكومة خلاص وطنية مؤقتة تتولى إدارة شؤون البلاد لحين
تشكيل حكومة نزيهة تعمل على إعادة العراق لسابق عهده وكما يقول المرجع الصرخي في مشروع
الخلاص بتاريخ 8/6/2015 قبل أن تصدح تلك الأصوات النشاز لهؤلاء الفاسدين بمشاريعهم
الخاوية قائلاً : ((حلّ الحكومة والبرلمان
وتشكيل حكومة خلاص مؤقتة تدير شؤون البلاد إلى أن تصل بالبلاد إلى التحرير التام وبرّ
الأمان )) .
فها هي الأيام
و الأحداث تكشف لنا حقيقة بشاعة الأقنعة التي يحتمي بها السياسيون وحجم الخسة و
الحقارة التي تتعامل بها تلك الطبقة الفاسدة فهل من متعض يا أبناء بلدي الجريح .
بقلم // احمد الخالدي
مواضيع ومقالات مشابهة