لا يرحمون النازحين.. ولا يتركون رحمة الله تنزل.
لا يرحمون
النازحين.. ولا يتركون رحمة الله تنزل.
"قطع الأعناق
ولا قطع الأرزاق"، عبارة يرددها الكثير ويفقهها الجميع على اختلاف
مستوياتهم الذهنية والفكرية،لأنها تكاد تكون من البديهيات، وفيها من العمق الإنساني
ما يجعل عملية قطع الأرزاق أمر تمجه الفطرة السليمة،فالعبارة أعلاه تمثل أنموذجا
ساميا لأرقى معاني الرحمة والرأفة والإنسانية، وهي رسالة بليغة لبني البشر بكل
انتماءاتهم وتوجهاتهم، بان خطر وجريمة قطع
الأرزاق لا تقل عن قطع الأعناق بل قد تفوقها، ومن يقف عقبة أمام أرزاق الناس فهو
كمن يقطع أعناقهم، بل أكثر، لأن الإنسان حينما يُقطَع أو يمنع عنه رزقه، ولا يوجد
قوتا له ولعياله قد يضطر إلى ارتكاب الجريمة من اجل سد رمق الجوع والعوز والحرمان
والحاجة، كالسرقة والسلب والقتل، وهنا تحصل الطامة الكبرى، إذْ قد يعاقب بالقتل والإعدام
لما اقترفه من جرائم بسبب قطع الرزق عنه......
يبدوا إن سيناريو
الانتقام القائمة على ثقافة غير إنسانية، وغرور وغطرسة غير مسبوقة، الذي يمارس بحق
النازحين لم ولن تنتهي فصوله، فمن النزوح والتهجير والترحيل القسري من الديار هربا من مقصلة داعش والمليشيات المنضوية تحت
تشكيلات الحشد الطائفي الذي تأسس على خلفية فتوى التحشيد الطائفي التي أطلقتها
المرجعية ، إلى معاناة "بزيبز" وشرط الكفيل... والكفلاء، وملاحقة
المليشيات ومنعها لهم من الرجوع إلى مناطقهم التي انسحب منها داعش، والنزوح إلى
الصحاري والفلوات، حيث لهيب الحر صيفاً، وزمهرير البرد شتاءً، وبين هذا وذاك...،
المعاناة والجوع والحرمان، وتفجير الدور، وإهمال المتسلطين على القرار والأموال
وعدم اكتراثهم لمعاناة النازحين، بل وسرقة ما خُصِّص لهم من فتات الفتات من الأموال،
وغيرها من المآسي والويلات التي يطول المقام بذكرها والتي صُبَّت على رؤوس
النازحين....
أقدمت القوات
الأمنية التي تحركها نفس الجهات التي تريد الإبقاء على النازحين على ما هم عليه من
المعاناة والإذلال خدمة لمشاريع إيران الإمبراطورية الشعوبية، والتي بات واضحة للجميع،
أقدمت تلك الجهات على منع قافلة الرحمة والمؤاخاة التي يقودها مقلدو المرجع الصرخي
ضمن قوافلهم الكبرى التي تحمل معها المساعدات إلى إخوتهم النازحين.....
إن هذا
الممارسة الغير إنسانية التي مارستها تلك
الجهات لهي دليل أخر على ما قاله سابقا مرارً وتكرارً المرجع الصرخي من أن قضية
النازحين وإذلالهم وما يجرى عليهم من مآسي وويلات إنما هي قضية مبرمجة وممنهجة
لخدمة مشروع إيران التوسعي، وهي تكشف عن أن قوافل المرجعية العراقية قد كشفت مجددا
عن حقيقة المتسلطين على أموال العراق وشعبه والمتحكمين بالقرار والذين لم يخطر في
بالهم أن يقدموا فتات التفات منها للنازحين، وانهم لم يكتفوا بذلك فحسب، وإنما
منعوا الشرفاء من إيصال مساعداتهم إليهم، فلا هم يقومون بواجباتهم ومسؤولياتهم
الشرعية والأخلاقية والإنسانية تجاه النازحين وبنفس الوقت يمنعون الشرفاء من
القيام بواجباتهم تجاه النازحين، وكما
يقول المثل العراقي: " لا أغنيك ولا أخليك إجدي" ولله در الشاعر القائل:
ألقاه في اليم
مكتوفا وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء.
بقلم
احمد الدراجي
مواضيع ومقالات مشابهة
مأساة النازحين مستمرة ومعاناتهم متفاقمة في ظل تسلط المفسدين ومراجع الكهنوت الخاضعين لإيران الشر، الذين مات فيهم الضمير، وذُبِحت على مقصلة طائفيتهم ومصالحهم المشاعر والأحاسيس، وانسلخت عنهم الإنسانية، بل حتى الحيوانية، لأن العملية مبرمجة وممنهجة لخدمة المشروع الإمبراطوري الفارسي، وهذا ما كشف عنه المرجع الصرخي وحذر منه سابقا مرارً وتكرارً
بارك الله بهذه الاصوات
بارك الله بالمرجع الصرخي الاب لكل العراقيين والذي جسد الاسلام المحمدي