الأحرار يدافعون عن الأفكار مهما كان الأشخاص الذين يحملونها.
الأحرار
يدافعون عن الأفكار مهما كان الأشخاص الذين يحملونها.
هلْ تعلم انك
صرخي....وأنَّ الصرخي معك؟،،، قالوا :الفرق بين الأحرار والعبيد هو: إن الأحرار
يدافعون عن الأفكار مهما كان الأشخاص الذين يحملونها، في حين أن العبيد يدافعون عن
أشخاص مهما كانت الأفكار التي يحملونها!!!، هذا اللون من السلوك بكلا شقيّه يكاد
يكون هو الغالب على الكثير من الناس،
فهناك من يدافع عن الأشخاص بغض النظر عن
فكرهم، وهناك من يدافع عن الفكر مهما كان صاحبه، وهؤلاء هم الأحرار والمعتدلين
والموضوعيين طلُّاب الحقيقة والباحثين عن الحلول الناجعة التي تشكل العلاج الأمثل
للمشاكل والأزمات التي تعاني منها البشرية (فردا ، مجتمعات)، فهم لا يتجاهلون أي
فكر يكون البلسم للجراح، فكيفما إذا كان صاحب الفكر والمواقف قد اثبت الواقع صدقه
وموضوعيته واعتداله ودقة قراءته ونجاعة حلوله، فتجاهلُه يُعَدُّ أمراً يستقبحه
الشرع والعقل والأخلاق وكل الإيديولوجيات، ولله درّ القائل* لا تتجاهل الإنسان الذي
يُحبك ويهتم بك، لأنك قد تصحو من نومك، وتكتشف انك فقدت القمر...،
ولذلك نجد أنَّ
الأحرار دائما ما تجمعهم الأفكار النيرة والمواقف النبيلة، وإنْ كانوا مختلفين
دينيا وعرقيا وعقديا وإيديولوجيا، لكنهم يقفون باحترام وإجلال للأفكار والمواقف
النبيلة مهما كان صاحبها، ويستلهمون منها العبر والدروس، فهم ينتمون إلى الفكر
والموقف، ولنا في أقوال ومواقف الفلاسفة والمستشرقين في حق النبي الأمين وسبطه
الحسين خير شاهد ودليل...،
الكثير من
الشرفاء والأحرار والمثقفين والمعتدلين جذبتهم وسحرتهم أفكار ومواقف ورؤى وموضوعية
واعتدال وقراءة وتحليل وتشخيص المرجع الإنساني الصرخي والحلول والمشاريع التي
طرحها ويطرحها تجاه كل شاردة وواردة، سواء أكان فيما يتعلق بالشأن العراقي أو
العربي أو الإسلامي أو الإنساني، فبذل وجوده من اجل إنقاذ الشعوب من الظلم والحيف
التي حلّ بها، وقدَّم من اجل ذلك الغالي والنفيس، فأولئك الشرفاء وإنْ كانوا
يختلفون مع الصرخي في الدين والمذهب والعرق وغيره، إلا أنهم تجمعهم به الأفكار
والمواقف التي يترجمونها بصدق إلى أفعال والتي تخدم الشعوب والأوطان، فهم من هذه
الناحية صرخيون مهما كان دينهم وعقائدهم وانتماءاتهم وإيديولوجياتهم ومن هنا انك:
أنْ تتمسك قولا
وفعلا وصدقا بالعلم والفكر والتحضر والتطور.... أنْ تتمسك بالحوار العلمي
والمجادلة بالحسنى....وأنَّ "اختلاف الرأي لا يفسد في الود قضية".... وأنْ
تحترم حرية الفكر والتعبير والمعتقد .... فاعلم
انك صرخي....وأن الصرخي معك...
أنْ تدعوا
بالقول والعمل الصادق للسلم والسلام والتعايش السلمي...وأنْ تؤمن وتجسد بأن: "الناس
صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق"... وأنْ تكون مع الناس
تشاركهم جشوبة العيش، ومكاره الدهر...وتحب لهم ما تحب لنفسك، وتكره لهم ما تكره
لها.... فاعلم انك صرخي....وأن الصرخي معك...
أنْ ترفض قولا
وفعلا وصدقا الاحتلال بكل أنواعه وأشكاله.... وأنْ ترفض المحتل الإيراني الأخطر
الأشرس الأقبح الأفحش ومشروعه الشعوبي الإمبراطوري...وترفض أدواته الدينية
الكهنوتية والسياسية الفاسدة والمليشياويه المجرمة... وترفض تدخلاته السافرة في شؤون الدول... فاعلم انك صرخي...وأن الصرخي
معك...
أنْ ترفض
وتكافح الفساد والفاسدين...أنْ تخرج من اجل الإصلاح والتغيير الجذري
الحقيقي...وتبني عراقاً مدنيا ينعم فيه الجميع دون إقصاء أو تهميش... أن ترفض
التطرف والتكفير المنتحل للتشيع، وذاك المنتحل للتسنن، وترفض الخطابات والفتاوى
الطائفية التكفيرية الظاهرة والمخفية.... فاعلم انك صرخي...وأن الصرخي معك...
أنْ ترفض
التبعية والصنمية والانقياد الأعمى المُذِل، وترفض عبادة الذوات والأصنام البشرية،
والجهل والتجهيل والتخدير.... أنْ تعتز بوطنيتك وتؤمن بثقافة المواطنة، وأنَّ
الوطن هو الجامع والأم والخيمة التي تجمع كل العراقيين دون إقصاء أو تهميش أو
قمع...أنْ تكون عراقيا... عراقيا... عراقيا....أنْ تعتز بعروبيتك اعتزازً شرعيا أخلاقيا
تاريخيا حضاريا وليس تعصبا جاهليا أعمى....فاعلم انك صرخي....وأن الصرخي معك... وكل
حر شريف صاحب المواقف النبيلة... فليعلم أنَّ الصرخي معه قلبا وقالبا.....
أنْ تكون بشرا إنسانيا ...إنسانيا ...إنسانيا ...بالقول
والعمل والصق والإخلاص فاعلم انك صرخي....والصرخي معك....
بقلم
احمد الدراجي
مواضيع ومقالات مشابهة