العراق بين مشروع خلاص...و"شرطي الخليج" القادم.
العراق بين مشروع خلاص...و"شرطي
الخليج" القادم.
لا يوجد صديق دائم أو عدم
دائم في السياسة، وإنما المصالح هي التي تحدد مسارها وترسم خريطتها، وفقا للمعطيات
التي تتوفر على الأرض، وتحولات المناخ، وما يسمى بالأمر الواقع، كما انه ليس من
المستحيل أن تلتقي المصالح وتتلاشى الخلافات أو تجمد بين الدول المتصارعة صوريا أو
حقيقيا، ولو بصورة مرحلية، فكل شيء ممكن في عالم السياسة.
ثمة تحليلات وتكهنات برزت
على السنة وكتابات المراقبين والمحللين بل وحتى المسؤولين، وتوجسات وتخوفات وخصوصا
من الدول العربية وبالأخص دول الخليج، تتعلق
بإعادة دور شرطي الخليج لإيران، ولعل إبرام الاتفاق النووي بين إيران
والدول «5+1»، وموافقة مجلس الأمن عليه، وولادة حالة الغزل السياسي بين محور الشر
والشيطان الأكبر إيران وأمريكا كما يسمي احدهما الآخر!!!، وغيره من تطورات، أخرجت تلك
التكهنات والتحليلات إلى دائرة الوقوع والتحقق.
ففي مقال له نشرته صحيفة (الإندبندنت)
البريطانية بعنوان "أمريكا اتخذت صف إيران، رغم الغضب السعودي الإسرائيلي. يرى
الكاتب البريطاني روبرت فيسك انه: بموجب الاتفاق.. إيران "شرطي الخليج"
مجددا، حيث اعتبر: « أنه على الرغم من التصريحات الأمريكية حول منع إيران من
الحصول على سلاح نووي بموجب هذا الاتفاق، فأن طهران تسير بخطى ثابتة نحو لعب دور
"شرطي الخليج" التي طالما لعبته أبان فترة حكم الشاه الأخير »،ومما يدعم
القول بسعي إيران إلى لعب ذلك الدور وإنها تعرض نفسها لذلك هو ما صرح به الرئيس روحاني
في كلمته التي ألقاها بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثين للثورة والتي ورد فيها:
«إن هدف مفاوضات إيران مع الدول العالمية بشأن برنامجها النووي، هو استفادة جميع
الأطراف»، زاعما في الوقت نفسه أن «دور إيران الإقليمي هو عنصر استقرار للشرق
الأوسط وخط دفاعه في وجه الإرهاب» وأضاف: «إذا كنتم تريدون السلام والخير في الشرق
الأوسط، وتريدون اقتلاع الإرهاب فلا يوجد طريق آخر سوى وجود الجمهورية الإسلامية
الإيرانية»، ولا نعلم هل من الممكن أن تلد الأفعى حمامة!!!!!!.
المراوغة والمماطلة والتسويف
والاستخفاف والضحك الذي تمارسه إيران في علاقاتها وسياساتها مع المجتمع الدولي
وتقلبات هذا الأخير وعلى رأسه أمريكا، وغيرها من
الظروف والمتغيرات والأحداث المتسارعة، وخصوصا في منطقة الشرق الأوسط تشير إلى استعداد واتفاق المجتمع الدولي على
إعادة دور "شرطي الخليج" لإيران، ولك أن تتصور كيف سيكون حال المنطقة
وخصوصا العراق تحت حراسة "شرطي الخليج" القادم الذي تقوم مصالحه ومشروعه
الشعوبي على أنقاض خراب البلدان، واستعباد الشعوب وسحقها، حتى لو كان الشعب الإيراني
نفسه، فإيران قبل أن تكون شرطيا تدخلت وتمددت وتنفذت وتحكمت في كثير من دول
المنطقة بل احتلت بعضها وإذاقتها الويل والثبور، فما بالك لو أصبحت شرطيا!!!!!!!.
فهل ينتبه المعنيون إلى خطورة هذا الأمر
ويسارعوا إلى إخراج إيران من اللعبة العراقية قبل أن تزداد الأمور سوءا كما أشار إلى
ذلك المرجع الصرخي في تصريح له لـــ"بوابة العاصمة"، حيث قال: ((أن إيران
منذ عشرات السنين تماطل وتستخف وتضحك على المجتمع الدولي، مؤكدا أن أميركا
والمجتمع الدولي في تقلبات مستمرة حتى أنهم صاروا مستعدين أو متفقين على أن يعيدوا
لإيران دور الشرطي في المنطقة فإذا لم تخرج إيران من اللعبة فلا حل لمعضلة العراق
والأمور ستسير من سيء إلى أسوأ)).
بقلم
احمد الدراجي
مواضيع ومقالات مشابهة