المحقق الصرخي ..يا مارقة العصر هل الاختلاف بالرأي يستوجب القتل و سفك الدماء ؟
بقلم // احمد الخالدي
لم تكن قضية الاختلاف في الرأي و التباين في الرؤى وليدة العصر الحديث بل أن جذورها تمتد لآلاف السنين ، و تبرز للعيان عند مناظرات القوم في سجالاتهم العلمية التي يعقدها العلماء للرد على اصحاب الفتن و البدع الذين يكفرون و يقتلون كل مَنْ يخالفهم و يتقاطع مع معتقدات و افكار نهجهم العقيم ، فالتاريخ الاسلامي حافل بالكثير من تلك المواقف الدموية خاصة ابان فترة حكم الامويين الذين سنوا البدع و اظهروا الفتن بين المسلمين انطلاقاً من مبدأ ( فرق تسد ) فقد وجدوا في علماء الجهل و الفراغ العلمي الاداة المناسبة لتحقيق مآربهم و غاياتهم لأنهم على دراية تامة بمخالفة افعالهم لقيم و مبادئ ديننا الحنيف لذلك سعوا إلى إيجاد مَنْ يشرعن لهم جرائمهم و يمضي لهم فسادهم ومن هنا وقع الخلاف العلمي في الرؤى و التباين في الافكار بين العلماء ، فمنهم مَنْ امضى تلك الجرائم ، ومنهم مَنْ خالفها و رفضها و اعتبرها انتهاكاً صارخاً لقوانين و انظمة السماء فكان مرمى لسهام بطش و تنكيل الحكام الامويين ، فهاهو جعد بن درهم وهو أول مَنْ اظهر القول بخلق القران يقع ضحية لجهل و غباء والي الكوفة الاموي خالد القسري الذي ذبح الجعد لتقاطع اعتقاداته و ارائه مع المنهج الاموي التكفيري الدموي ، و الطامة الكبرى أن القسري يعتبر جريمته البشعة تلك حسنة يتقرب بها إلى الله تعالى وعلى حد زعمه ، وهذا ما استهجنه المسلمون جميعاً و اعتبروه خروجاً من الملة و الشريعة ، أما شيخ الاسلام أبن تيمية فقد مجد بفعل القسري الاجرامي هذا ، و اعتبره من الحسنات التي تقرب زلفاً عند السماء فقال في بيان تلبيس الجهمية (1/325/328) ما نصه : ( وهذا من حسناته و ليكون عبرةً لغيره ) فيا مسلمين هل الاختلاف بالرأي و الرؤى يستوجب الذبح و القتل ؟ فكم هم الذين خالفوا رسولنا الكريم في الرأي ؟ وكم عانى من ضلالهم و انحراف عقائدهم فهل قتلهم او ذبحهم ؟ وهل الخلفاء الراشدين قتلوا او ذبحوا كل مَنْ خالفهم في الرأي او الفكرة من المسلمين ؟ فكيف عدَّ ابن تيمية جريمة القسري من الحسنات و الافعال الحسنة وهذا ما استغربه المرجع الصرخي الحسني ومشبهاً إياه بما يقترفه اليوم مرتزقة داعش الارهابيين من جرائم بشعة بحق الانسانية جمعاء فقال الصرخي : (( ما هو الفرق بين فعل خالد القسري وما يفعله الدواعش الان بالناس بالأبرياء بالمخالفين بالمختطفين بالرافضة بالصحوات بالصابئة بالمسيحين بالكرد بالعرب ؟ الدواعش و أئمتهم يبررون جرائمهم و فعل القسري حتى يكون عبرةً لغيره ، ما هو الفرق بين هذا و ذاك هذا هو اصل التكفير و الارهاب و الذبح )) مقتبس من المحاضرة (3) من بحث ( وقفات مع التوحيد التيمي الجسمي الاسطوري ) بتاريخ 25/11/2016فالاختلاف بالرأي لا يفسد في الود قضية فكيف جعل شيخ الاسلام ابن تيمية و اتباعه داعش مارقة آخر الزمان الخلاف في الرؤى و الفكرة جريمة لا تغتفر ومما تستوجب قتل المخالف و تكفيره و اخراجه من الملة ؟ فهل هي من تعاليم الاسلام أو من سنة رسولنا الكريم أو من سيرة خلفائه الراشدين و صحابته الكرام ؟
https://www.youtube.com/watch?v=bcINR1m2u1o
مواضيع ومقالات مشابهة