الجزيرتانِ الصَنافيرُ وتِيرانُ بينَ جَمَاعَةِ الأخوانِ والملكِ سلمانَ :
الجزيرتانِ الصَنافيرُ وتِيرانُ بينَ جَمَاعَةِ الأخوانِ والملكِ سلمانَ :
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, (الدكتــــور مهنــد جاسم الحسيني)
#هنا ..
يجبُ الإلتفاتُ الى أنهُ لايوجد أي فردٍ من أفردِ حاملي اللقب #السعادةِ_الفخامةِ_السموِ_السيادةِ شريفاً على الإطلاقِ وبأي درجةٍ من الدرجاتِ قليلِهَا وكثيرِهَا, وإنما الصيغةُ العامةُ والطريقةُ المتفشيةُ هي المصلحةُ الذاتيةُ والتي لا تتعدَ الحدودَ الجُغرافيةَ للبلدِ تحتَ مسمى الأمنِ والمصلحةِ القوميةِ ...
فالمصلحةُ الشخصيةُ والحزبيةُ هي التي أبقتْ أولئكَ المتقمصينَ على عروشِهِم في صدراةِ المشهدِ السياسي وعلى قمةِ الهرمِ للدولةِ, والمصلحةُ الوطنيةُ هي التي أبقتْ تلكَ الدولَ والشعوبَ في الأمنِ والأمانِ قبالَ الدولِ الأكثرِ فتكاً وسطوةً وقوةً ...
وهذهِ الدرجةُ من الشرفِ المهني في سياسةِ البلادِ والعبادِ, أقصدُ تلكَ التي تتلعلقُ بالأمنِ والمصلحِ القوميةِ, تتغيرُ من شخصٍ لآخرِ زيادةً ونقصاناً, حتى تصلَ مرحلةَ الضمورِ المطلقِ كما في ساسَتِنَا العراقيينَ, بل يُمكن القولَ وبشكلٍ قطعي, أنَّ المصلحةَ الوطنيةِ تأتي بالرتبةِ المتأخرةِ على الشخصيةِ, بل أنَّ شماعةَ المصلحةِ العامةِ لفظٌ مرادفٌ لِمعنى المصلحةِ الشخصيةِ الضيقةِ, سواءُ أكانتْ فرديةً أو حزبيةً أو عائليةً, وهذهِ الحالةُ تعمُ كلَّ حكامِ العربِ دونَ إستثناءٍ يُذكرُ أبداً !!!
وأما المصلحةُ الوطنيةُ سواءُ أكانتْ إقتصاديةً أو إجتماعيةً أو أمنيةً, هي المتقدمةُ على المصلحةِ الضيقةِ بكافةِ أفرادهَا ومصاديقِهَا عند حكامِ بلادِ الغربِ والشرقِ تقريباً, فالمصلحةُ الوطنيةُ فوقَ كلِّ مصلحةٍ ولا شيءَ يَعلو عليهَا ويتقدمُ أمامَهَا, وهي المعيارُ والمحكُ في إتخاذِ القراراتِ وإجراءِ الخطواتِ ...
وعلى أساسِ هذهِ المقدمةِ يُمكننَا أن نفهمَ الكثيرَ مِن مجرياتِ أحداثِ الشرقِ الأوسطِ, وعلى رأسِهَا تلكَ التي يقودُهَا المقدسونَ والمتدينونَ والحامونَ لحرماتِ الدينِ والمذهبِ والطائفةِ والكتابِ المقدسِ !!!
هؤلاءِ مع تلكم الهالةِ من القداسةِ التي يَسيلُ عليهَا لعابُ حتى #بابا_الفتكان, مِن الصعبِ أن تُقنعَ المغررَ بهِم أنَّهُم يتعاملونَ مع الشيطانِ خفيةً, بل يخالفونَ ثوابتْ الدينِ الحنيفِ, ويتمردونَ على المبادئ الوطنيةِ القوميةِ التي ربوا شعوبَهُم على إمتثالِهَا, وتجريمُ وتخوينُ وإستباحةِ الدمِ بعدَ ذلكَ للعاملينَ بضدِهَا أو الداعينَ لمخالَفَتِهَا ...
لذا نحتاجَ الدليلَ تلو الدليلَ والبرهانَ تلو البرهانَ لزعزعةِ الأصنامِ التي بنوهَا في أنفسِهِم وصدورِهِم لأولئكَ المتعاملينَ مع الشيطانِ الرجيمِ والفعالينَ للجبتِ والطاغوتِ خفيتةً وسراً, حيث قال تعالى : {وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ }البقرة14...
#والآن :
هل رأيتُم كيفَ غطتْ القنواتُ العربيةُ الخليجيةُ أمرَ العقودِ والإتفاقياتِ التي أبرمَتْها القيادتانِ السعوديةِ والمصريةِ, وكيفَ سوقتْ القنواتُ الكرمَ لخادمِ الحرمينِ الشريفينِ المظاهيِ حتى لِكرمِ ربِّ العزةِ مع العبادِ, بل كيفَ توقفتْ عقاربُ الساعةِ إلا من هذهِ الزيارةِ التأريخيةِ الوحيدةِ التي لا يُمكن أن تتكررَ على يدِ أيِّ أحدٍ مِن حيثُ السخاءِ والعطاءِ والجودِ والكرمِ !!!
وبالمقابلِ كيفَ تَعامتْ هذهِ القنواتُ العربيةُ الخليجيةُ خصوصاً عن إسترجاعِ أو بيعِ أو تقديمِ الجزيرتينِ #تيران_والصنافر الى اليدِ الأخرى المقابلةِ لتلكَ التي وَقَعَّتْ العشراتِ من العقودِ والإتفاقياتِ, والمساكينُ المصريونَ وبالخصوصِ أولئكَ المؤمنينَ بالفكرِ الأخواني كيفَ أظهرتْهُم القنواتُ التي لا تَعدو كونِهَا محليةً أقرب من الفضائيةِ, كيفَ يبكونَ على فقدِهِم جزيرتينِ وقَعَتْا تَحتْ الوصايةِ المصريةِ والأمميةِ والإسرائيليةِ بعدَ معاهدتْ كامب ديفيد 1978 في أميركا أبانَ رئاسةِ محمد أنور السادات المصري وبيغن الإسرائيلي وكارتر الأميركي ...
إذن هنالك حلقةُ مفرغةٌ لم يتكلمْ عنهَا الإعلامِ بكافةِ طوائفةِ وميولهِ, خليجياً كان أو أخوانياً أو إيرانياً, وهذه ِالحلقةُ هي أن الجزيرتينِ تحت سيطرةِ القواتِ متعددة الجنسياتِ ولا يُمكن إستعمالهما للأغراضِ العسكريةِ من قبل القواتِ السعوديةِ والمصريةِ وتكونَ تحتَ الإدارةِ المصريةِ, كلها ضمنَ إتفاقيةِ كامب ديفيد ...
الآن يجب أن لا تستغلُ هذهِ الجزيرتينِ عسكرياً مصرياً أو سعودياً أبداً, ويُتركُ أمرَ حمايتِهُمَا الى قواتِ حفظِ السلامِ الدوليةِ (Multinational Force and Observers), هذهِ الفقرةِ من الإتفاقيةِ التي لم تظهرْ الى الإعلامِ تحليلياً لحدِ الآن, ولا أعلم هل بلغَ الجهلُ والغباءُ بالمحللينَ السياسينَ والكُتاب هذا الحد من الجهلِ المطبقِ والمطلقِ, بحيثُ باتوا لا يتكلمونَ إلا بطريقةِ الإسترجاعِ والتكرارِ الإعلامي المملِ, والذي جعلَنَا نكتفي بأخبارِ أولِ ساعةٍ من النهارِ, وما عداها كلهُ عمليةُ تكرارٍ تحليلٍ ومقابلاتٍ تدورُ بنفسِ الفكرةِ والعبارةِ حتى, وكأنمَا بصقَ أحدهُم بفمِ الآخرِ !!!
#وهنا_يجب_الإلتفاتُ_الى_أمرٍ_مهمٍ_جداً_وهو :
أنهُ لايُمكن أن تسترجعَ الحكومةُ المصريةُ الجزيرتينِ الى الجانبِ السعودي, مع إقامةِ الثانيةُ جسراً يربطُ المملكةَ بمصرَ من خلالِهَما بدونَ إذنِ إسرائيلَ في المسألةِ, وبالخصوصِ أنَّهُمَا ضمنَ تحالفةٍ ثلاثي الأول لدعمِ شرعيةِ عبد ربو منصور الرئيسِ اليمني والثاني التحالفِ الإسلامي والثالث الذي أعلنَ عنه الملكُ سلمانُ في زيارتهِ والذي عبرَ عنهُ بأنه القوة العسكريةِ الثنائيةِ أمامَ البرلمانِ المصري ...
ومع وجودِ هذهِ التحالفاتِ العسكريةِ الثلاثيةِ بينَ المملكةِ العربيةِ السعوديةِ وجمهوريةِ مِصرَ, فهو إختراقٌ صارخٌ لإتفاقيةِ كامب ديفيد المتفقُ عليها عام 1978 بينَ إسرائيلَ ومِصرَ, وبالتالي حسبُ هذهِ الإتفاقيةِ يجبُ أن لا يُشيدَ هذا الجسرَ أبداً, بل لا يجبَ أن يفكرَ فيهِ إعلامياً حتى !!!
وإتفاقيةُ كامب ديفيد جرتْ تحتَ الوصايةُ الأميركيةِ في زمنِ الرئيسِ الأميركي كارتر, أي أنها ملزمةٌ لكلِّ الرؤساءِ الأميركيينَ الذينَ جائوا بعدهُ الى رئاسةِ الرئيسِ أوباما وما بعدهُ من الرؤساء ...
إذن الإتفاقيةُ ثلاثيةُ الطرفِ, الأولُ إسرائيلُ والثاني مِصرُ والثالثُ أميركا راعيةِ الإتفاقِ, وأي قرارٍ يخرقُ هذا الإتفاقَ لابدَ لهُ مِن موافقةِ طرفِ الخلافِ إسرائيلَ وراعيةُ الإتفاقِ أميركا, بل لابدَ من إتفاقيةٍ ثانيةٍ تابعةٍ ومعدلةٍ للإتفاقيةِ الأولى, وتكون ملزمة للطرفينِ ...
إنَّ سِرَ السكوتِ الجانبِ الإسرائيلي الأميركي عن المسألةِ دونَ تعليقٍ ولا تغطيةٍ إعلاميةٍ أصلاً, وإظهارِ الملكِ سلمانَ خادمِ الحرمينِ الشريفينِ (!!!) بأنهُ هو صاحبُ المبادرةِ والفكرةِ, بل أن تحركهُ جاءَ من دوافعٍ وطنيةٍ إقليميةٍ قوميةٍ, بل هو عملٌ إنساني لمساعدةِ شعبٍ مسحوقٍ فَقْرَاً ومَقْهُورٍ جوعاً, لهو سكوتٌ كاشفٌ عن إتفاقٍ مسبقٍ بينَ الطرفينِ الرئيسيينِ المملكةِ العربيةِ السعوديةِ وإسرائيلَ, بل وإبرامِهِمَا إتفاقيةٍ #كامب_ديفيدةٍ سريةٍ ومن خلفِ الكواليسِ الإعلاميةِ وبعيداً عن أضواءِ فضيحتِهَا !!!
وما إعلانُ الملكُ سلمانَ من كونَ الجسرَ برعايةٍ سعوديةٍ وبإسمٍ لآخرِ ملوكَ المملكةِ العربيةِ السعوديةِ, لهو كاشفٌ وبشكلٍ جليٍّ من كونَ الطرف المقابلُ للطرفِ الإسرائيلي هو الطرفُ السعودي حصراً وليسَ للطرفِ المصرُ أيةُ علاقةٍ أصلاً, بل ربما يكون دورُهُم فقط كواسطةٍ سِريةٍ لحفظِ هيبةِ جلالةِ الملكِ أمامَ المسلمينَ الذينَ يرونَ فيهِ المنقذُ والمخلصُ والمهدي الموعودُ !!!
وقلنا سابقاً أن المصلحةُ الوطنيةُ القوميةُ هي العنصرُ الغالبُ على الدولِ الغربيةِ والشرقيةِ وعلى رأسِهَا أميركا وإسرائيل, فإذا كانَ الجسرُ الرابطُ بينَ المملكةِ السعوديةِ وجمهوريةِ مِصرَ يصبُ في مصلحةِ أميركا الراعيةِ للإتفاقِ وإسرائيلِ الطرفِ الثاني فيهِ, فلا بأسَ بل يجبُ أن يُعقدَ ويُوقعَ مثلَ هذا الإتفاقِ وبأسرعِ وقتٍ ممكنٍ, وسرعةُ التوقيعِ عليهِ وإنشائهِ يجبُ أن تتناسبُ طردياُ مع سرعةِ الأحداثِ في المنطقةِ ...
وما طيرانُ الملكِ سلمانَ بن عبد العزيزِ خادمِ الحرمينِ الشريفينِ الى تركيا مباشرةً وبدونَ فاصلٍ بعدَ نهايةِ سفرتهِ من مِصرَ, لهو دعامةٌ وركزةٌ أساسيةٌ كونَ الجِسرَ عسكري بإمتيازٍ, لوحدةِ الهدفِ التركي السعودي في المنطقةِ, وهذا ما سيجعلُ نقاطُ الخلافِ تذوبُ أمامَ سمو الهدفِ بالمنظورِ التركي, والذي سيجعلُهَا تخففُ من وطئةِ الحركةِ الأخوانيةِ الرافضةِ لفكرةِ بناءِ الجسرِ سياسياً فقط لا وطنياً, بذريعةِ عائديةِ الجزيرتينِ الى مصرَ وتبرعُ رئيسُ الإنقلابِ عبد الفتاح السيسي بهما أمامَ إغرائاتِ السعوديةِ الكبيرةِ ...
وبصحةِ هذهِ النظريةِ التي أقمنَا عليها ما يتمكن المتلقي الحبيبُ من فهمهِ كدليلٍ دامغٍ وبإمتيازٍ, أمكننا القولَ أن المنطقةَ مقبلةٌ على حراكٍ عسكريةٍ بريٍّ كبيرٍجداً, بل كما سيتحركُ السعودي سيتحركُ معهُ عماني ومِصري ويمني, بل ستتحركُ معهُ كلُّ القوى في العالمِ الإسلامي العربي وغيرُ العربي, والتي تكون في شمالِ وجنوبِ وغربِ وشرقِ القارةِ الأفريقيةِ سيكون طريقهَا البري الحصري على هذا الجسرِ الممتدِ على هاتينِ الجزيرتينِ من مَصرَ الى السعوديةِ, وكلُّ هذهِ القوى البريةِ سيكون تحركِهَا صوبَ الحربَ في سوريا مروراً بالعراقِ الحبيبِ ....
والله تعالى العالمُ بحقيقةِ الأمورِ {يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ }الرعد39 ...
قال تعالى العلي القدير في محكمِ كتابهِ العزيزِ :{هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ }الأنعام158 ...
وقال تعالى العلي القدير في محكمِ كتابهِ العزيزِ : {فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً }الإسراء 5 ...
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, (الدكتــــور مهنــد جاسم الحسيني)
#هنا ..
يجبُ الإلتفاتُ الى أنهُ لايوجد أي فردٍ من أفردِ حاملي اللقب #السعادةِ_الفخامةِ_السموِ_السيادةِ شريفاً على الإطلاقِ وبأي درجةٍ من الدرجاتِ قليلِهَا وكثيرِهَا, وإنما الصيغةُ العامةُ والطريقةُ المتفشيةُ هي المصلحةُ الذاتيةُ والتي لا تتعدَ الحدودَ الجُغرافيةَ للبلدِ تحتَ مسمى الأمنِ والمصلحةِ القوميةِ ...
فالمصلحةُ الشخصيةُ والحزبيةُ هي التي أبقتْ أولئكَ المتقمصينَ على عروشِهِم في صدراةِ المشهدِ السياسي وعلى قمةِ الهرمِ للدولةِ, والمصلحةُ الوطنيةُ هي التي أبقتْ تلكَ الدولَ والشعوبَ في الأمنِ والأمانِ قبالَ الدولِ الأكثرِ فتكاً وسطوةً وقوةً ...
وهذهِ الدرجةُ من الشرفِ المهني في سياسةِ البلادِ والعبادِ, أقصدُ تلكَ التي تتلعلقُ بالأمنِ والمصلحِ القوميةِ, تتغيرُ من شخصٍ لآخرِ زيادةً ونقصاناً, حتى تصلَ مرحلةَ الضمورِ المطلقِ كما في ساسَتِنَا العراقيينَ, بل يُمكن القولَ وبشكلٍ قطعي, أنَّ المصلحةَ الوطنيةِ تأتي بالرتبةِ المتأخرةِ على الشخصيةِ, بل أنَّ شماعةَ المصلحةِ العامةِ لفظٌ مرادفٌ لِمعنى المصلحةِ الشخصيةِ الضيقةِ, سواءُ أكانتْ فرديةً أو حزبيةً أو عائليةً, وهذهِ الحالةُ تعمُ كلَّ حكامِ العربِ دونَ إستثناءٍ يُذكرُ أبداً !!!
وأما المصلحةُ الوطنيةُ سواءُ أكانتْ إقتصاديةً أو إجتماعيةً أو أمنيةً, هي المتقدمةُ على المصلحةِ الضيقةِ بكافةِ أفرادهَا ومصاديقِهَا عند حكامِ بلادِ الغربِ والشرقِ تقريباً, فالمصلحةُ الوطنيةُ فوقَ كلِّ مصلحةٍ ولا شيءَ يَعلو عليهَا ويتقدمُ أمامَهَا, وهي المعيارُ والمحكُ في إتخاذِ القراراتِ وإجراءِ الخطواتِ ...
وعلى أساسِ هذهِ المقدمةِ يُمكننَا أن نفهمَ الكثيرَ مِن مجرياتِ أحداثِ الشرقِ الأوسطِ, وعلى رأسِهَا تلكَ التي يقودُهَا المقدسونَ والمتدينونَ والحامونَ لحرماتِ الدينِ والمذهبِ والطائفةِ والكتابِ المقدسِ !!!
هؤلاءِ مع تلكم الهالةِ من القداسةِ التي يَسيلُ عليهَا لعابُ حتى #بابا_الفتكان, مِن الصعبِ أن تُقنعَ المغررَ بهِم أنَّهُم يتعاملونَ مع الشيطانِ خفيةً, بل يخالفونَ ثوابتْ الدينِ الحنيفِ, ويتمردونَ على المبادئ الوطنيةِ القوميةِ التي ربوا شعوبَهُم على إمتثالِهَا, وتجريمُ وتخوينُ وإستباحةِ الدمِ بعدَ ذلكَ للعاملينَ بضدِهَا أو الداعينَ لمخالَفَتِهَا ...
لذا نحتاجَ الدليلَ تلو الدليلَ والبرهانَ تلو البرهانَ لزعزعةِ الأصنامِ التي بنوهَا في أنفسِهِم وصدورِهِم لأولئكَ المتعاملينَ مع الشيطانِ الرجيمِ والفعالينَ للجبتِ والطاغوتِ خفيتةً وسراً, حيث قال تعالى : {وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ }البقرة14...
#والآن :
هل رأيتُم كيفَ غطتْ القنواتُ العربيةُ الخليجيةُ أمرَ العقودِ والإتفاقياتِ التي أبرمَتْها القيادتانِ السعوديةِ والمصريةِ, وكيفَ سوقتْ القنواتُ الكرمَ لخادمِ الحرمينِ الشريفينِ المظاهيِ حتى لِكرمِ ربِّ العزةِ مع العبادِ, بل كيفَ توقفتْ عقاربُ الساعةِ إلا من هذهِ الزيارةِ التأريخيةِ الوحيدةِ التي لا يُمكن أن تتكررَ على يدِ أيِّ أحدٍ مِن حيثُ السخاءِ والعطاءِ والجودِ والكرمِ !!!
وبالمقابلِ كيفَ تَعامتْ هذهِ القنواتُ العربيةُ الخليجيةُ خصوصاً عن إسترجاعِ أو بيعِ أو تقديمِ الجزيرتينِ #تيران_والصنافر الى اليدِ الأخرى المقابلةِ لتلكَ التي وَقَعَّتْ العشراتِ من العقودِ والإتفاقياتِ, والمساكينُ المصريونَ وبالخصوصِ أولئكَ المؤمنينَ بالفكرِ الأخواني كيفَ أظهرتْهُم القنواتُ التي لا تَعدو كونِهَا محليةً أقرب من الفضائيةِ, كيفَ يبكونَ على فقدِهِم جزيرتينِ وقَعَتْا تَحتْ الوصايةِ المصريةِ والأمميةِ والإسرائيليةِ بعدَ معاهدتْ كامب ديفيد 1978 في أميركا أبانَ رئاسةِ محمد أنور السادات المصري وبيغن الإسرائيلي وكارتر الأميركي ...
إذن هنالك حلقةُ مفرغةٌ لم يتكلمْ عنهَا الإعلامِ بكافةِ طوائفةِ وميولهِ, خليجياً كان أو أخوانياً أو إيرانياً, وهذه ِالحلقةُ هي أن الجزيرتينِ تحت سيطرةِ القواتِ متعددة الجنسياتِ ولا يُمكن إستعمالهما للأغراضِ العسكريةِ من قبل القواتِ السعوديةِ والمصريةِ وتكونَ تحتَ الإدارةِ المصريةِ, كلها ضمنَ إتفاقيةِ كامب ديفيد ...
الآن يجب أن لا تستغلُ هذهِ الجزيرتينِ عسكرياً مصرياً أو سعودياً أبداً, ويُتركُ أمرَ حمايتِهُمَا الى قواتِ حفظِ السلامِ الدوليةِ (Multinational Force and Observers), هذهِ الفقرةِ من الإتفاقيةِ التي لم تظهرْ الى الإعلامِ تحليلياً لحدِ الآن, ولا أعلم هل بلغَ الجهلُ والغباءُ بالمحللينَ السياسينَ والكُتاب هذا الحد من الجهلِ المطبقِ والمطلقِ, بحيثُ باتوا لا يتكلمونَ إلا بطريقةِ الإسترجاعِ والتكرارِ الإعلامي المملِ, والذي جعلَنَا نكتفي بأخبارِ أولِ ساعةٍ من النهارِ, وما عداها كلهُ عمليةُ تكرارٍ تحليلٍ ومقابلاتٍ تدورُ بنفسِ الفكرةِ والعبارةِ حتى, وكأنمَا بصقَ أحدهُم بفمِ الآخرِ !!!
#وهنا_يجب_الإلتفاتُ_الى_أمرٍ_مهمٍ_جداً_وهو :
أنهُ لايُمكن أن تسترجعَ الحكومةُ المصريةُ الجزيرتينِ الى الجانبِ السعودي, مع إقامةِ الثانيةُ جسراً يربطُ المملكةَ بمصرَ من خلالِهَما بدونَ إذنِ إسرائيلَ في المسألةِ, وبالخصوصِ أنَّهُمَا ضمنَ تحالفةٍ ثلاثي الأول لدعمِ شرعيةِ عبد ربو منصور الرئيسِ اليمني والثاني التحالفِ الإسلامي والثالث الذي أعلنَ عنه الملكُ سلمانُ في زيارتهِ والذي عبرَ عنهُ بأنه القوة العسكريةِ الثنائيةِ أمامَ البرلمانِ المصري ...
ومع وجودِ هذهِ التحالفاتِ العسكريةِ الثلاثيةِ بينَ المملكةِ العربيةِ السعوديةِ وجمهوريةِ مِصرَ, فهو إختراقٌ صارخٌ لإتفاقيةِ كامب ديفيد المتفقُ عليها عام 1978 بينَ إسرائيلَ ومِصرَ, وبالتالي حسبُ هذهِ الإتفاقيةِ يجبُ أن لا يُشيدَ هذا الجسرَ أبداً, بل لا يجبَ أن يفكرَ فيهِ إعلامياً حتى !!!
وإتفاقيةُ كامب ديفيد جرتْ تحتَ الوصايةُ الأميركيةِ في زمنِ الرئيسِ الأميركي كارتر, أي أنها ملزمةٌ لكلِّ الرؤساءِ الأميركيينَ الذينَ جائوا بعدهُ الى رئاسةِ الرئيسِ أوباما وما بعدهُ من الرؤساء ...
إذن الإتفاقيةُ ثلاثيةُ الطرفِ, الأولُ إسرائيلُ والثاني مِصرُ والثالثُ أميركا راعيةِ الإتفاقِ, وأي قرارٍ يخرقُ هذا الإتفاقَ لابدَ لهُ مِن موافقةِ طرفِ الخلافِ إسرائيلَ وراعيةُ الإتفاقِ أميركا, بل لابدَ من إتفاقيةٍ ثانيةٍ تابعةٍ ومعدلةٍ للإتفاقيةِ الأولى, وتكون ملزمة للطرفينِ ...
إنَّ سِرَ السكوتِ الجانبِ الإسرائيلي الأميركي عن المسألةِ دونَ تعليقٍ ولا تغطيةٍ إعلاميةٍ أصلاً, وإظهارِ الملكِ سلمانَ خادمِ الحرمينِ الشريفينِ (!!!) بأنهُ هو صاحبُ المبادرةِ والفكرةِ, بل أن تحركهُ جاءَ من دوافعٍ وطنيةٍ إقليميةٍ قوميةٍ, بل هو عملٌ إنساني لمساعدةِ شعبٍ مسحوقٍ فَقْرَاً ومَقْهُورٍ جوعاً, لهو سكوتٌ كاشفٌ عن إتفاقٍ مسبقٍ بينَ الطرفينِ الرئيسيينِ المملكةِ العربيةِ السعوديةِ وإسرائيلَ, بل وإبرامِهِمَا إتفاقيةٍ #كامب_ديفيدةٍ سريةٍ ومن خلفِ الكواليسِ الإعلاميةِ وبعيداً عن أضواءِ فضيحتِهَا !!!
وما إعلانُ الملكُ سلمانَ من كونَ الجسرَ برعايةٍ سعوديةٍ وبإسمٍ لآخرِ ملوكَ المملكةِ العربيةِ السعوديةِ, لهو كاشفٌ وبشكلٍ جليٍّ من كونَ الطرف المقابلُ للطرفِ الإسرائيلي هو الطرفُ السعودي حصراً وليسَ للطرفِ المصرُ أيةُ علاقةٍ أصلاً, بل ربما يكون دورُهُم فقط كواسطةٍ سِريةٍ لحفظِ هيبةِ جلالةِ الملكِ أمامَ المسلمينَ الذينَ يرونَ فيهِ المنقذُ والمخلصُ والمهدي الموعودُ !!!
وقلنا سابقاً أن المصلحةُ الوطنيةُ القوميةُ هي العنصرُ الغالبُ على الدولِ الغربيةِ والشرقيةِ وعلى رأسِهَا أميركا وإسرائيل, فإذا كانَ الجسرُ الرابطُ بينَ المملكةِ السعوديةِ وجمهوريةِ مِصرَ يصبُ في مصلحةِ أميركا الراعيةِ للإتفاقِ وإسرائيلِ الطرفِ الثاني فيهِ, فلا بأسَ بل يجبُ أن يُعقدَ ويُوقعَ مثلَ هذا الإتفاقِ وبأسرعِ وقتٍ ممكنٍ, وسرعةُ التوقيعِ عليهِ وإنشائهِ يجبُ أن تتناسبُ طردياُ مع سرعةِ الأحداثِ في المنطقةِ ...
وما طيرانُ الملكِ سلمانَ بن عبد العزيزِ خادمِ الحرمينِ الشريفينِ الى تركيا مباشرةً وبدونَ فاصلٍ بعدَ نهايةِ سفرتهِ من مِصرَ, لهو دعامةٌ وركزةٌ أساسيةٌ كونَ الجِسرَ عسكري بإمتيازٍ, لوحدةِ الهدفِ التركي السعودي في المنطقةِ, وهذا ما سيجعلُ نقاطُ الخلافِ تذوبُ أمامَ سمو الهدفِ بالمنظورِ التركي, والذي سيجعلُهَا تخففُ من وطئةِ الحركةِ الأخوانيةِ الرافضةِ لفكرةِ بناءِ الجسرِ سياسياً فقط لا وطنياً, بذريعةِ عائديةِ الجزيرتينِ الى مصرَ وتبرعُ رئيسُ الإنقلابِ عبد الفتاح السيسي بهما أمامَ إغرائاتِ السعوديةِ الكبيرةِ ...
وبصحةِ هذهِ النظريةِ التي أقمنَا عليها ما يتمكن المتلقي الحبيبُ من فهمهِ كدليلٍ دامغٍ وبإمتيازٍ, أمكننا القولَ أن المنطقةَ مقبلةٌ على حراكٍ عسكريةٍ بريٍّ كبيرٍجداً, بل كما سيتحركُ السعودي سيتحركُ معهُ عماني ومِصري ويمني, بل ستتحركُ معهُ كلُّ القوى في العالمِ الإسلامي العربي وغيرُ العربي, والتي تكون في شمالِ وجنوبِ وغربِ وشرقِ القارةِ الأفريقيةِ سيكون طريقهَا البري الحصري على هذا الجسرِ الممتدِ على هاتينِ الجزيرتينِ من مَصرَ الى السعوديةِ, وكلُّ هذهِ القوى البريةِ سيكون تحركِهَا صوبَ الحربَ في سوريا مروراً بالعراقِ الحبيبِ ....
والله تعالى العالمُ بحقيقةِ الأمورِ {يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ }الرعد39 ...
قال تعالى العلي القدير في محكمِ كتابهِ العزيزِ :{هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ }الأنعام158 ...
وقال تعالى العلي القدير في محكمِ كتابهِ العزيزِ : {فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً }الإسراء 5 ...
مواضيع ومقالات مشابهة