حلب " عاصمة " القصف الدولي
حلب
" عاصمة " القصف الدولي
حلب وما أدراك ما حلب ، هذه المدينة
الشامخة التي تعد من أكبر المحافظات السورية من ناحية تعداد السكان ، هذه المدينة
المزدهرة بالحضارات والثقافة والفنون الجميلة ، هذه المدينة التي فتحها القائد أبو عبيدة بن الجراح ، اليوم وللأسف تعيش
هذه المدينة حزينة ومنكوبة ، فما تمر به حلب هذه الأيام يعتبر مأساة بمعنى الكلمة في
ظل الجحيم الذي لا يفارقها ليلا ولا نهارا ، فعلا فما حدث في حلب هو جريمة بحق
الإنسانية ، ومعاناة بحق البشرية ، وتعذيب فاق الحدود ، وقتل تعدى الآلاف ، وتدمير
مزق البنية التحتية ، وحرق طال الأخضر واليابس .
فالذي حصل ويحصل من جرائم ومجازر وحشية ارتكبها
النظام الأسدي والروسي في حلب ، فاقت كل معاني الإنسانية والرحمة ، فتلك المجازر التي
ارتكبها هذا المعتوه وأعوانه بحق أهل حلب تعتبر من الجرائم المحرمة دوليا وقانونيا
، وذلك لبشاعتها وجرمها الكبير ، فلك الله
يا حلب ، لقد اجتمعت كل قوى الشر المتمثلة بالتحالف الدولي برئاسة الولايات
المتحدة الأمريكية وروسيا بالنيل منك ، من خلال عميلهم الدائم الديكتاتور بشار
الأسد الذي مزق سوريا وأبادها وهجر شعبها في ظل الصمت العربي والدولي المعيب والمخزي
.
فالديكتاتور السوري بشار وحليفه الروسي
والإيراني وبغطاء أمريكي وإسرائيلي وعربي يشنون الآن أبشع وأروع الجرائم الشاملة
والمدمرة والممنهجة على سوريا ، حيث تعرضت حلب على مدار الأيام الماضية إلى عدة
مجازر دموية ، من ضمنها قصف وحرق مستشفى القدس في حي السكري بحلب من قبل طائرات
النظام الاسدي وطائرات النظام الروسي السفاح ، مما أدى إلى مقتل ما يقارب 50 شخص من ضمنهم أطباء وعاملون في الخدمات الصحية ، بل وتعدت عمليات
القصف لتشمل البيوت والمساجد والأسواق ، وارتفع إجمالي القتلى نحو 100 قتيل وذلك خلال اليومين الماضيين فقط ، نعم بالأمس كانت حمص ومن
بعدها درعا ومن ثم سيأتي دور دمشق حتى يحقق التحالف الدولي مبتغاه بتدمير سوريا
والقضاء على أهلها وتهجير شعبها .
فالأحياء الهادئة في هذه المدينة
الحزينة فقدت بريقها واشتعلت حزنا ، وأخذت تنوح وتلطم من هول الفاجعة التي مرت بها
، فهذا الإعصار الذي لحق بها وخلف الكثير والعديد من الضحايا والأبرياء الذين كان
همهم الوحيد هو الحياة ولقمة العيش الشريفة ، سيصبح عار وسواد منحوت على جبين
الأمة العربية والإسلامية برمتها ، فهل يعقل وبمدار أسبوع كامل وأكثر أن يسقط أكثر
من 1500 صاروخ وقذيفة على أبناء حلب
والعالم الدولي يتفرج ويشجب ويندد ، هل أصبحنا دمى تحركها أمريكا وروسيا وإيران !!
وبالمقابل عندما وقعت هذه الغارات
الوحشية على أبناء حلب كان الإتفاق جاري في
ظل إطار ومسعى ما يسمى بمفاوضات جنيف " الخرقاء والعمياء " وباتفاق دولي
ساري المفعول منذ ما يقارب الشهرين وبرعاية أممية ودولية ، ولكن العار والسواد الذي
لحق بمنظومة الأمم المتحدة والتحالف الدولي برعاية أمريكا هم من أشعلوا نيران
مدافعهم وصواريخهم باتجاه الأبرياء من الشعوب العربية وخاصة في سوريا والعراق ،
فاللهم انصر المسلمين في أرض سوريا والعراق ، واكفهم شر كل طاغية جبار ...
عــادل عبــــداللـه القنــاعــي
adel_alqanaie@yahoo.com
@ adel_alqanaie
مواضيع ومقالات مشابهة