إكلاسيكيةُ الأسلحــةِ سِرُ سيطرةِ الدولِ :
إكلاسيكيةُ الأسلحــةِ سِرُ سيطرةِ الدولِ :
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
(الدكتور مهند جاسم الحسيني)
يُمكن تَقسيمُ الأسلحةِ مبدئياً الى قسمينِ إثنينِ :
الأولى : أسلحةُ كلاسيكيــةُ :
وأريدُ بها تلكَ الأسلحةُ التي تشملُ سلاحَ الجوِ والبرِ البحرِ, مهما كانَ تطورُها ودرجةُ تقنيتِهَا, بغضِ النظرِ عن نوعِ وقودِهَا, نووياً كانَ أم أحفورياً, كهربائياً كانَ أم ضوئياً .
الثانيــةُ : أسلحةُ دمارٍ شاملٍ :
كالأسلحةِ النوويةِ والبايلوجيةِ والكيميائيةِ .
ومن خلالِ السعةِ الكبيرةِ في الإطلاعِ, وجدتُ أنَّ الأسلحةَ من النوعِ الثاني أو ما يرجعُ إليها هي التي تضمنتها كلَّ المعاهداتِ, وعليها قامتْ العقوباتِ الدوليةِ, ومنعتْ الدولُ العظمى أجماعاً إنتشارِهَا وتداولِهَا في الأسواقِ الأوربيةِ والأميركيةِ, إلا ما يخصُ الجانبِ السلمي منهَا ...
ولكن لم أقرأ ولم أسمع ولم أرَ أيَّ إتفاقيةٍ خصتْ النوعَ الأولِ من الأسلحةِ, والذي أطلقنا عليهِ بالكلاسيكي تميزاً لقلةِ دمارهَا ولكبرِ دقتهَا مع النوعِ الثاني من الأسلحةِ, وإن كانَ بودي أن أسمي الأسلحةَ من النوعي الثاني بالكلاسيكيةِ, لنحسارِ الأبحاثِ فيها تقريباً, وما بقي من الأبحاثِ لا يرتقي عن كونهِ في التنقيةِ وطريقةِ الوصولِ إليها, كما في الأبحاثِ النوويةِ مثلاً, الذي وصلتْ بهِ نسبةِ تنضيبِ اليورانيوم الى المائةِ في المائةِ تقريباً مستخدمينَ تقنيةِ الليزرِ بدلَ من الطردِ المركزِ من الجيلِ المتطورِ والمستهلكِ للطاقةِ والوقتِ, مع نقاوةٍ أقلَ بكثيرٍ مقارنةً بتقنيةِ الليزرِ ...
وهكذا مع أبحاثِ البايلوجيةِ ومختبراتِ الأمراضِ وإنتاجِ أجيالاً متقدمةِ من السِلالاتِ البكتيريةِ والفايروسيةِ المتقدمةِ غير المسيطرِ عليها بطريقةِ المكافحةِ الطبيعيةِ المعتادةِ ...
فمثلاً الأبحاثُ المرتبطةُ بهندسةِ الوراثةِ الجينيةِ والتعديلِ على أشرطةِ DNA وحقنِ أواصرٍ هيدروجينيةٍ جديدةٍ مقاومةٍ للمبيداتِ واللقاحاتِ المتوفرةِ عالمياً, بل وجعلهَا فتاكةٍ من حيثُ التأقلمِ مع ضروفٍ بيئيةٍ لم تُخلَقْ فيهَا, وبالتالي التكاثرِ تحتَ هذهِ الظروفِ المخالفةِ للسلالةِ التي أجري عليها التعديلُ ...
ولكن تبقى الأبحاثُ في الجانبِ الثاني من الأسلحةِ هي الأقلُ, قياساً بالنوعِ الأولِ الذي أطلقنا عليهِ بالكلاسيكي, وإنَّ سببِ إنحسارهِ وقلةِ بحثهِ وعدمِ نشرهِ على نطاقٍ اسعٍ, لعدم الإنتفاعِ منهُ بشكلٍ واسعٍ في الحروبِ, وذلكَ لأنَّ هكذا أنواعاً من الأسلحةِ والتقنياتِ يكونَ مهدداً للنوعِ البشري بشكلٍ كاملٍ, بل مهدداً للتواجدِ وجرهِ نحو الإنقراضِ السريعِ ...
وهذا ما ألزمَ الدولَ العظمى والمالكةَ لها الى التوقيعِ على المعاهداتِ المُلزمةِ لأطرافِ الإتفاقِ والتعاقدِ على الحدِ من تطويرِهَا أو نشرِهَا ...
وهذا ما تركَ البابَ مفتوحاً أمامَ تطويرِ النوعِ الأولِ من الأسلحةِ وأقصدُ الأسلحةَ الكلاسيكيةَ, هنا نَحَتْ الدولُ منحاً أحراً من حيثُ التطويرِ والتقدمِ التقني والصناعي فيهَا ...
وبالحقيقةِ إذا كانتْ كلَّ أنواعِ أسلحةِ الدمارِ الشاملِ مهددةً للنوعِ والتواجدِ البشري بشكلٍ عامٍ أولاً, ومهددةً للأمنِ القومي ثانياً, لأن التفكيرَ في إستعمالِ أسلحةِ الدمارِ الشاملِ يتركُ المقابلَ في حِلٍّ من أمرِ إستخدامهَا, وبالتالي سيكونَ إستخدامِ هكذا نوعاً من الأسلحةِ أشبهُ بالعمليةِ الإنتحاريةِ للطرفينِ, بل ربما لا ينفعُ إستعمالِهَا إلا مع الدولِ الناميةِ غير المتقدمةِ, وأما المتقدمةُ فيكونَ أمنها مُصاناً بسببِ حذرِهَا وحسِها الإستخباري الدائمينِ ...
وبالنتيجةِ ما إذا كانتْ الدولُ العظمى لا تفكرُ في إستعمالِ أسلحةِ الدمارِ الشاملِ, فما سِرُ صناعتِهَا إلا جزءاً من متطلباتِ أمنِهَا القومي, وردعاً من تفكيرِ الأخرياتِ من إستخدامِهَا ضدِهَا ...
ولذلكَ إذا كانتْ أهدافُ أسلحةِ الدمارِ الشاملِ هي أهدافاً ستراتيجيةً دفاعيةً وليستْ هجوميةً, فلذا فلابدَ من التقدمِ النوعي الستراتيجي الهجومي على حسابِ الأسلحة غيرِ الموقعِ عليهَا, كالأسلحةِ التي أطلقنا عليهَا بالأسلحةِ الكلاسيكيةِ ...
فقوةُ البلدانِ اليومَ مركزةً على ما تملكُ هذهِ البلدانِ من ترسانةٍ عسكريةٍ من هذهِ الأسلحةِ, سواءُ ما كانتْ معدةً للأهدافِ الجويةِ أو البريةِ أو البحريةِ ...
لذا نلاحظُ أنَّ الدولَ تتسابقُ في التسلحِ بالأسلحةِ الكلاسيكيةِ غيرِ التقليديةِ, لانَّ هذهِ الأسلحةَ هي المُعولُ عليهَا في حروبِنَا اليوم, وهي التي تُوكلُ إليهَا حسمُ المعركةِ أرضاً وجواً وبحراً, وهذا ما يجعلنَا نرى إطالةَ أمدِ الحروبِ على الأرضِ, فالإطالةُ تكون بسببِ أنَّ الأسلحةَ قريبةً من التكافؤ نوعاً ما مهما تطورَ نوعهَا وتقدمتْ صناعتَهَا ...
فنلاحظَ اليومَ مثلاً أنَّ الحربَ في سوريا بينَ الثوارِ والنظامِ دخلتْ عامَهَا الخامسِ, بينما دخلتْ حربُ اليمنِ عامَهَا الثاني, بالمقابلِ ليسَ بالمقدورِ روسياً ولا أميركياً حسمُ المعركةِ نووياً أو بايلوجياً أو كيمياوياً, بل لاحظنا بمجردِ إستعمالِ النظامِ السوري منظومتهِ الكيميائيةِ لتغييرِ الحراكِ العسكري على الأرضِ الى صالحهِ, تعالتْ الأصواتُ عليهِ وأوشكتْ أن تزيحهُ بلمحِ البصرِ كما فُعلَ بالنظامِ البعثي العراقي عام 2003 ...
إذن تبقى الأسلحةُ الإكلاسيكةُ هي المعيارُ في التقدمِ العسكري للدولِ والعالمِ ...
#ومِنْ_هنا_جائتْ_الصدمةُ_ا لأميركيةِ_مؤخراً ...
حيثُ أعلنتْ الحكومةُ الأميركيةِ مؤخراً عن إقترابِهَا من تدشينِ سفينةِ #سي_هانتر (SEA HUNTER), وهي السفينةُ التي تعملُ بالنظامِ الذاتي, والتي تتحركُ بفعلِ محركي ديزلَ بسرعةِ (50km/h), وبكلفةٍ تشغيليةٍ يوميةٍ لا تزيدُ عن عشرينَ ألفَ دولارٍ أميركي ...
والآن لأقربَ لكم خطورةَ هذا المنتجِ الأخيرِ أميركياً, ومدى خوفِ الدولِ العظمى منهُ ...
لنبدأ من التكلفةِ التشغيليةِ التي تبلغُ 20.000$ , وهذا المبلغُ لا يعادلُ سِعرَ صاروخٍ واحدٍ من الصواريخِ الحراريةِ التي باعتها أميركا على الحكومةِ العراقيةِ, من طرازِ كورنيت, والتي بلغُ سعرِ الواحدِ منها 50.000$ , أي كلفةِ صاروخٍ واحدٍ من هذا الطراز الذي إشترتْ منها الحكومةُ العراقيةُ 3000 قطعةً, يعادلُ ثلاثةَ أيامٍ من تشغيلِ السفينةِ بشكلٍ مستمرٍ ودائمٍ, وبالتالي سيكون كلفتها التشغيليةِ منخفضةً جداً الى حدِ المجانِ !!!
ولا باسِ بضربِ مثالٍ آخرٍ على كلفتِهَا التشغيليةِ, فالكلفةُ التشغيليةُ لطائرةِ F16 التي باعتْ أميركا للحكومةِ العراقيةِ ثمانيةَ منهَا, تعادلُ 40.000$ في الساعةِ الواحدةِ من الطيرانِ, أي ما يعادلُ حركةِ 48 ساعةٍ من الإبحارِ لهذهِ السفينةِ الجديدةِ ...
وأما الحديثُ عن تحركِهَا الذاتي, فهنا مكمنُ الخطرةِ الحقيقيةِ, حيثُ أن العلمَ الذي وصلَ إليهِ العالمُ المتقدمُ عسكرياً, لا يَعدُ كونَ السيطرةُ سيطرةً نائيةً, أي يوجدُ من يتحكم بها عن بعدٍ, كالطائراتٍ بدونِ طيارٍ, بينما هذهِ السفينةُ من النوعِ ذاتيةِ القيادةِ ...
وبالتالي إن عمليةَ المناورةِ والردِ الآلي سيكونَ مباشراً وبدونِ أخذِ الإذنِ بالإطلاقِ من البشري الذي يرجعُ الى مَن هو أعلى منهُ في أخذِ الإذنِ, وبالتالي ستكونُ عملياتُ الردِّ لا تتجاوزُ أجزاءً من الثانيةِ, أي قبلَ أن يقتربَ الخطرُ من مدى الرادارَ, سيكون الردُّ جاهزاً ...
والأخطرُ من ذلكَ كلِّهِ والذي لم ينتبهُ إليهِ المحللونَ العسكريونَ في الإعلامِ العالمي الشرقي والغربي على حدٍ سواءٍ, إلا أولئكَ المعنيونَ من الإعلانِ عن نيةِ أميركا تدشينَ هكذا نوعٍ من السفنِ, مع أنَهَا لا تُعلنُ عن قدراتِهَا العسكريةِ عادةً, إلا هذهِ المرةِ ...
تكمنُ الخطورةُ أنَّ عمليةِ برمجةِ نظامِهَا الهجومي والدفاعي على أوامرٍ لايمكنُ إدانَتِهَا قانونياً أو التشكيكُ بإجرائِهَا الدفاعي والهجومي, فإنَّ قراراتِهَا ذاتيةُ الإتخاذِ, وبالتالي من قاعدةِ أنَّ #الربوتَ_لا_يفعلُ_إلا_ما_ب ُرمجَ_عليهِ, سيجعلُ أميركا و وزارةِ دفاعِهَا فوقَ الشبهاتِ والإتهاماتِ من تعمدِ إعتدائِهَا على الغواصاتِ والسفنِ المعاديةِ !!!
فبمجردِ أن تقتربَ سفينةٌ أو غواصةٌ من الحدِ القانوني, سيسمحُ البرنامجُ المُنَصَبِ لها, والمتفقُ عليهِ دولياً ضمنَ معاهداتٍ وحدودٍ, بالردِ الألي, وسيعفي هذا البرنامجُ الولاياتُ المتحدةُ من التبعاتِ القانونيةِ بحجةِ أنَّ البرنامجَ المُنصبُ لها رُعِتْ بهِ هذهِ الإتفاقياتُ ...
ومن هنا تستمرُ الولاياتُ المتحدةُ في تقدمها وسيطرتِهَا على غربِ المحيطِ الهادئ, وبالتالي ستبقى روسيا والصينُ من الأجيالِ المتأخرةِ تقنياً في السيطرةِ البحريةِ, وبالخصوصِ على غربِ المحيطِ الهادئ ...
وهنا لا يَعتبرَ أي فردٍ أنَّ هذهِ الخطوةَ هي خطوةٌ من الحربِ الباردةِ, لأنَّ هنالكَ خطرٌ حقيقيٌ أحستهُ أميركا من التقدمِ الصيني والروسي بحرياً, لذا ستبقى هاتانِ العظمتانِ متخلفتانِ بجيلٍ كاملٍ أو جيلينِ عن هذهِ السفينةِ, لأنها ذاتيةُ التحركِ, بينما لا زالتْ العظمتانِ الروسيةِ والصينيةِ بطورِ التحركِ اليدوي والنائي !!!
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
يُمكن تَقسيمُ الأسلحةِ مبدئياً الى قسمينِ إثنينِ :
الأولى : أسلحةُ كلاسيكيــةُ :
وأريدُ بها تلكَ الأسلحةُ التي تشملُ سلاحَ الجوِ والبرِ البحرِ, مهما كانَ تطورُها ودرجةُ تقنيتِهَا, بغضِ النظرِ عن نوعِ وقودِهَا, نووياً كانَ أم أحفورياً, كهربائياً كانَ أم ضوئياً .
الثانيــةُ : أسلحةُ دمارٍ شاملٍ :
كالأسلحةِ النوويةِ والبايلوجيةِ والكيميائيةِ .
ومن خلالِ السعةِ الكبيرةِ في الإطلاعِ, وجدتُ أنَّ الأسلحةَ من النوعِ الثاني أو ما يرجعُ إليها هي التي تضمنتها كلَّ المعاهداتِ, وعليها قامتْ العقوباتِ الدوليةِ, ومنعتْ الدولُ العظمى أجماعاً إنتشارِهَا وتداولِهَا في الأسواقِ الأوربيةِ والأميركيةِ, إلا ما يخصُ الجانبِ السلمي منهَا ...
ولكن لم أقرأ ولم أسمع ولم أرَ أيَّ إتفاقيةٍ خصتْ النوعَ الأولِ من الأسلحةِ, والذي أطلقنا عليهِ بالكلاسيكي تميزاً لقلةِ دمارهَا ولكبرِ دقتهَا مع النوعِ الثاني من الأسلحةِ, وإن كانَ بودي أن أسمي الأسلحةَ من النوعي الثاني بالكلاسيكيةِ, لنحسارِ الأبحاثِ فيها تقريباً, وما بقي من الأبحاثِ لا يرتقي عن كونهِ في التنقيةِ وطريقةِ الوصولِ إليها, كما في الأبحاثِ النوويةِ مثلاً, الذي وصلتْ بهِ نسبةِ تنضيبِ اليورانيوم الى المائةِ في المائةِ تقريباً مستخدمينَ تقنيةِ الليزرِ بدلَ من الطردِ المركزِ من الجيلِ المتطورِ والمستهلكِ للطاقةِ والوقتِ, مع نقاوةٍ أقلَ بكثيرٍ مقارنةً بتقنيةِ الليزرِ ...
وهكذا مع أبحاثِ البايلوجيةِ ومختبراتِ الأمراضِ وإنتاجِ أجيالاً متقدمةِ من السِلالاتِ البكتيريةِ والفايروسيةِ المتقدمةِ غير المسيطرِ عليها بطريقةِ المكافحةِ الطبيعيةِ المعتادةِ ...
فمثلاً الأبحاثُ المرتبطةُ بهندسةِ الوراثةِ الجينيةِ والتعديلِ على أشرطةِ DNA وحقنِ أواصرٍ هيدروجينيةٍ جديدةٍ مقاومةٍ للمبيداتِ واللقاحاتِ المتوفرةِ عالمياً, بل وجعلهَا فتاكةٍ من حيثُ التأقلمِ مع ضروفٍ بيئيةٍ لم تُخلَقْ فيهَا, وبالتالي التكاثرِ تحتَ هذهِ الظروفِ المخالفةِ للسلالةِ التي أجري عليها التعديلُ ...
ولكن تبقى الأبحاثُ في الجانبِ الثاني من الأسلحةِ هي الأقلُ, قياساً بالنوعِ الأولِ الذي أطلقنا عليهِ بالكلاسيكي, وإنَّ سببِ إنحسارهِ وقلةِ بحثهِ وعدمِ نشرهِ على نطاقٍ اسعٍ, لعدم الإنتفاعِ منهُ بشكلٍ واسعٍ في الحروبِ, وذلكَ لأنَّ هكذا أنواعاً من الأسلحةِ والتقنياتِ يكونَ مهدداً للنوعِ البشري بشكلٍ كاملٍ, بل مهدداً للتواجدِ وجرهِ نحو الإنقراضِ السريعِ ...
وهذا ما ألزمَ الدولَ العظمى والمالكةَ لها الى التوقيعِ على المعاهداتِ المُلزمةِ لأطرافِ الإتفاقِ والتعاقدِ على الحدِ من تطويرِهَا أو نشرِهَا ...
وهذا ما تركَ البابَ مفتوحاً أمامَ تطويرِ النوعِ الأولِ من الأسلحةِ وأقصدُ الأسلحةَ الكلاسيكيةَ, هنا نَحَتْ الدولُ منحاً أحراً من حيثُ التطويرِ والتقدمِ التقني والصناعي فيهَا ...
وبالحقيقةِ إذا كانتْ كلَّ أنواعِ أسلحةِ الدمارِ الشاملِ مهددةً للنوعِ والتواجدِ البشري بشكلٍ عامٍ أولاً, ومهددةً للأمنِ القومي ثانياً, لأن التفكيرَ في إستعمالِ أسلحةِ الدمارِ الشاملِ يتركُ المقابلَ في حِلٍّ من أمرِ إستخدامهَا, وبالتالي سيكونَ إستخدامِ هكذا نوعاً من الأسلحةِ أشبهُ بالعمليةِ الإنتحاريةِ للطرفينِ, بل ربما لا ينفعُ إستعمالِهَا إلا مع الدولِ الناميةِ غير المتقدمةِ, وأما المتقدمةُ فيكونَ أمنها مُصاناً بسببِ حذرِهَا وحسِها الإستخباري الدائمينِ ...
وبالنتيجةِ ما إذا كانتْ الدولُ العظمى لا تفكرُ في إستعمالِ أسلحةِ الدمارِ الشاملِ, فما سِرُ صناعتِهَا إلا جزءاً من متطلباتِ أمنِهَا القومي, وردعاً من تفكيرِ الأخرياتِ من إستخدامِهَا ضدِهَا ...
ولذلكَ إذا كانتْ أهدافُ أسلحةِ الدمارِ الشاملِ هي أهدافاً ستراتيجيةً دفاعيةً وليستْ هجوميةً, فلذا فلابدَ من التقدمِ النوعي الستراتيجي الهجومي على حسابِ الأسلحة غيرِ الموقعِ عليهَا, كالأسلحةِ التي أطلقنا عليهَا بالأسلحةِ الكلاسيكيةِ ...
فقوةُ البلدانِ اليومَ مركزةً على ما تملكُ هذهِ البلدانِ من ترسانةٍ عسكريةٍ من هذهِ الأسلحةِ, سواءُ ما كانتْ معدةً للأهدافِ الجويةِ أو البريةِ أو البحريةِ ...
لذا نلاحظُ أنَّ الدولَ تتسابقُ في التسلحِ بالأسلحةِ الكلاسيكيةِ غيرِ التقليديةِ, لانَّ هذهِ الأسلحةَ هي المُعولُ عليهَا في حروبِنَا اليوم, وهي التي تُوكلُ إليهَا حسمُ المعركةِ أرضاً وجواً وبحراً, وهذا ما يجعلنَا نرى إطالةَ أمدِ الحروبِ على الأرضِ, فالإطالةُ تكون بسببِ أنَّ الأسلحةَ قريبةً من التكافؤ نوعاً ما مهما تطورَ نوعهَا وتقدمتْ صناعتَهَا ...
فنلاحظَ اليومَ مثلاً أنَّ الحربَ في سوريا بينَ الثوارِ والنظامِ دخلتْ عامَهَا الخامسِ, بينما دخلتْ حربُ اليمنِ عامَهَا الثاني, بالمقابلِ ليسَ بالمقدورِ روسياً ولا أميركياً حسمُ المعركةِ نووياً أو بايلوجياً أو كيمياوياً, بل لاحظنا بمجردِ إستعمالِ النظامِ السوري منظومتهِ الكيميائيةِ لتغييرِ الحراكِ العسكري على الأرضِ الى صالحهِ, تعالتْ الأصواتُ عليهِ وأوشكتْ أن تزيحهُ بلمحِ البصرِ كما فُعلَ بالنظامِ البعثي العراقي عام 2003 ...
إذن تبقى الأسلحةُ الإكلاسيكةُ هي المعيارُ في التقدمِ العسكري للدولِ والعالمِ ...
#ومِنْ_هنا_جائتْ_الصدمةُ_ا
حيثُ أعلنتْ الحكومةُ الأميركيةِ مؤخراً عن إقترابِهَا من تدشينِ سفينةِ #سي_هانتر (SEA HUNTER), وهي السفينةُ التي تعملُ بالنظامِ الذاتي, والتي تتحركُ بفعلِ محركي ديزلَ بسرعةِ (50km/h), وبكلفةٍ تشغيليةٍ يوميةٍ لا تزيدُ عن عشرينَ ألفَ دولارٍ أميركي ...
والآن لأقربَ لكم خطورةَ هذا المنتجِ الأخيرِ أميركياً, ومدى خوفِ الدولِ العظمى منهُ ...
لنبدأ من التكلفةِ التشغيليةِ التي تبلغُ 20.000$ , وهذا المبلغُ لا يعادلُ سِعرَ صاروخٍ واحدٍ من الصواريخِ الحراريةِ التي باعتها أميركا على الحكومةِ العراقيةِ, من طرازِ كورنيت, والتي بلغُ سعرِ الواحدِ منها 50.000$ , أي كلفةِ صاروخٍ واحدٍ من هذا الطراز الذي إشترتْ منها الحكومةُ العراقيةُ 3000 قطعةً, يعادلُ ثلاثةَ أيامٍ من تشغيلِ السفينةِ بشكلٍ مستمرٍ ودائمٍ, وبالتالي سيكون كلفتها التشغيليةِ منخفضةً جداً الى حدِ المجانِ !!!
ولا باسِ بضربِ مثالٍ آخرٍ على كلفتِهَا التشغيليةِ, فالكلفةُ التشغيليةُ لطائرةِ F16 التي باعتْ أميركا للحكومةِ العراقيةِ ثمانيةَ منهَا, تعادلُ 40.000$ في الساعةِ الواحدةِ من الطيرانِ, أي ما يعادلُ حركةِ 48 ساعةٍ من الإبحارِ لهذهِ السفينةِ الجديدةِ ...
وأما الحديثُ عن تحركِهَا الذاتي, فهنا مكمنُ الخطرةِ الحقيقيةِ, حيثُ أن العلمَ الذي وصلَ إليهِ العالمُ المتقدمُ عسكرياً, لا يَعدُ كونَ السيطرةُ سيطرةً نائيةً, أي يوجدُ من يتحكم بها عن بعدٍ, كالطائراتٍ بدونِ طيارٍ, بينما هذهِ السفينةُ من النوعِ ذاتيةِ القيادةِ ...
وبالتالي إن عمليةَ المناورةِ والردِ الآلي سيكونَ مباشراً وبدونِ أخذِ الإذنِ بالإطلاقِ من البشري الذي يرجعُ الى مَن هو أعلى منهُ في أخذِ الإذنِ, وبالتالي ستكونُ عملياتُ الردِّ لا تتجاوزُ أجزاءً من الثانيةِ, أي قبلَ أن يقتربَ الخطرُ من مدى الرادارَ, سيكون الردُّ جاهزاً ...
والأخطرُ من ذلكَ كلِّهِ والذي لم ينتبهُ إليهِ المحللونَ العسكريونَ في الإعلامِ العالمي الشرقي والغربي على حدٍ سواءٍ, إلا أولئكَ المعنيونَ من الإعلانِ عن نيةِ أميركا تدشينَ هكذا نوعٍ من السفنِ, مع أنَهَا لا تُعلنُ عن قدراتِهَا العسكريةِ عادةً, إلا هذهِ المرةِ ...
تكمنُ الخطورةُ أنَّ عمليةِ برمجةِ نظامِهَا الهجومي والدفاعي على أوامرٍ لايمكنُ إدانَتِهَا قانونياً أو التشكيكُ بإجرائِهَا الدفاعي والهجومي, فإنَّ قراراتِهَا ذاتيةُ الإتخاذِ, وبالتالي من قاعدةِ أنَّ #الربوتَ_لا_يفعلُ_إلا_ما_ب
فبمجردِ أن تقتربَ سفينةٌ أو غواصةٌ من الحدِ القانوني, سيسمحُ البرنامجُ المُنَصَبِ لها, والمتفقُ عليهِ دولياً ضمنَ معاهداتٍ وحدودٍ, بالردِ الألي, وسيعفي هذا البرنامجُ الولاياتُ المتحدةُ من التبعاتِ القانونيةِ بحجةِ أنَّ البرنامجَ المُنصبُ لها رُعِتْ بهِ هذهِ الإتفاقياتُ ...
ومن هنا تستمرُ الولاياتُ المتحدةُ في تقدمها وسيطرتِهَا على غربِ المحيطِ الهادئ, وبالتالي ستبقى روسيا والصينُ من الأجيالِ المتأخرةِ تقنياً في السيطرةِ البحريةِ, وبالخصوصِ على غربِ المحيطِ الهادئ ...
وهنا لا يَعتبرَ أي فردٍ أنَّ هذهِ الخطوةَ هي خطوةٌ من الحربِ الباردةِ, لأنَّ هنالكَ خطرٌ حقيقيٌ أحستهُ أميركا من التقدمِ الصيني والروسي بحرياً, لذا ستبقى هاتانِ العظمتانِ متخلفتانِ بجيلٍ كاملٍ أو جيلينِ عن هذهِ السفينةِ, لأنها ذاتيةُ التحركِ, بينما لا زالتْ العظمتانِ الروسيةِ والصينيةِ بطورِ التحركِ اليدوي والنائي !!!
مواضيع ومقالات مشابهة