إيران الوجه الآخر للإرهاب
لم تعد شعارات الثورة
الإسلامية وشعارات مقارعة المحتل الاسرائيلي لأرض فلسطين وبجانبها شعارات الحروب
المذهبية المقدسة وحماية المقدسات التي ترفعها إيران من أجل بسط نفوذها في العالم
العربي لم تعد مجدية, فالعرب خصوصاً والمجتمع الدولي أيقن إن إيران هي الوجه الآخر
للإرهاب, وهذا ما ثبت بالأدلة والوثائق حتى وصل الأمر بأن يكون مرشد إيران "
خامنئي " هو الشخص الثاني المطلوب بعد زعيم تنظيم القاعدة أبن لادن, وبما إن
الأخير تم قتله بغارة أمريكية, الآن أصبح خامنئي هو الأول أي انه الشخصية المطلوبة
للمحكمة الدولية والمحاكم الأمريكية وهذا يعني أن خامنئي أكثر إجراماً من أبو بكر
البغدادي زعيم تنظيم داعش.
وما يثبت ذلك هو إن
تنظيم داعش حديث الظهور والنشأة إذ لم يتعدى تواجده الثلاث سنوات, بينما خامنئي
ومليشياته وأحزابه والعمليات الإرهابية التي قامت بها أتباعه في العالم العربي
والدولي تمتد منذ سنوات طوال أي بعد موت خميني, فإيران هي من قامت بعمليات إرهابية
في الكويت وفي البحرين وفي السعودية وفي اليمن وفي العراق وفي لبنان وفي سوري وفي
الدول الغربية وحتى في الارجنتين, وها هي اليوم المحاكم الأمريكية تثبت إن إيران
لها اليد في تفجيرات 11 سبتمبر التي طالت برجي التجارة العالميين في أمريكا.
حيث أصدرت محكمة
نيويورك في وقت سابق قراراً يفرض على إيران تعويضات مالية تقدر بـ 10 مليار دولار
أمريكي كتعويض لضحايا تلك العملية الإرهابية, بعدما ثبت بالأدلة إن إيران قدمت
التسهيلات والمعونات للإنتحاريين الذين نفذوا تلك العملية, وها هي المحكمة ذاتها
تصدر حكماً آخر تدين فيه خامنئي كمتهم ثانِ بعد أبن لادن بتلك العمليات, ولا ننسى
أو نغفل عن جرائم المليشيات الإيرانية والمليشيات الموالية لها العاملة في العراق
وسوريا واليمن ولبنان كمليشيا الحشد في العراق وسوريا وحزب الله في لبنان
والحوثيين في اليمن, تلك المليشيات التي عاثت في تلك الدول العربية الفساد حيث
القتل الممنهج والإبادة الجماعية لأهل السنة وللثوار ولكل المنتفضين بوجه التمدد
الإيراني في بلدانهم حتى وإن كانوا من الشيعة كما حصل مع أنصار المرجع العراقي
الصرخي في مجزرة كربلاء صيف 2014.
فمن يتهم تنظيم القاعدة
وتنظيم داعش فقط بالإرهاب فأنه واهم لآن الإرهاب له وجه أخر وهو إيران فمن تعاون
مع تلك التنظيمات هي إيران, ومن ساهم في إيجاد هذه التنظيمات هي إيران, وهي من
تدعم الأنظمة القمعية الدموية في الوطن العربي, وهي من تدعم المليشيات والمنظمات
الإرهابية في الوطن العربي, فهذه الدولة هي من أسست للإرهاب العالمي وهي من ساهمت
في وصوله لكل دول العالم من أجل مشروعها التوسعي في المنطقة, بل إنها مارست
الإرهاب حتى مع شعبها الرافض لسياسيتها الوحشية والقمعية في الاحواز وبلوشستان
ومهاباد وغيرها من الأقاليم الأخرى التي ابتليت بان تكون تحت سطوة نظام الملالي
الفارسي.
حتى إن هذه الدولة
استطاعت أن تزرع في العالم العربي بالتحديد شخصيات حملت عنوان المرجعية كالسيستاني
لكي تصدر فتاوى القتل الطائفية من أجل تمرير المشروع الفارسي في العراق وفي سوريا,
وللأسف الشديد إن الدول العربية طيلة كل تلك الفترة التي تلاعبت بها إيران في
دولهم كانوا يغضون الطرف ويتغاضون عن تصرفات إيران الهوجاء الإرهابية, فأضاعوا
العراق وأضاعوا اليمن و سوريا وتركوا لبنان شعباً وحكومة ألعوبة بيد حزب الله
الإيراني, وبعد اللتيا والتي بدأ التحرك العربي لكن هل سيجدي نفعاً هذا التحرك ؟!,
وهنا نستذكر ما قاله المرجع العراقي الصرخي في استفتاء " أضاعوا العراق...
تغيّرتْ موازين القوى... داهَمَهم الخطر...!!! " ... والذي قال فيه ...
{{...أولًا ــ لقد
أضاعت دول الخليج والمنطقة الفرص الكثيرة الممكنة لدفع المخاطر عن دولهم وأنظمتهم
وبأقل الخسائر والأثمان من خلال نصرة العراق وشعبه المظلوم!!! لكن مع الأسف لم
يجدْ العراق مَن يعينُه، بل كانت ولازالتْ الدول واقفة وسائرة مع مشاريع تمزيق
وتدمير العراق وداعمة لسرّاقه وأعدائه في الداخل والخارج، من حيث تعلم أو لا
تعلم!!!.
ثانيًا ــ هنا يقال: هل
يمكن تدارك ما فات؟!! وهل يمكن تصحيح المسار؟!! وهل تقدر وتتحمّل الدول الدخول في
المواجهة والدفاع عن وجودها الآن وبأثمان مضاعفة عما كانت عليه فيما لو اختارت
المواجهة سابقًا وقبل الاتفاق النووي؟!! فالدول الآن في وضع خطير لا تُحسَد
عليه!!! فبعد الاتفاق النووي اكتسبت إيران قوةً وزخمًا وانفلاتًا تجاه تلك الدول!!
وصار نظر إيران شاخصًا إليها ومركَّزًا عليها!! فهل ستختار الدول المواجهة؟!! وهل
هي قادرة عليها والصمود فيها إلى الآخِر؟!!...}}.
حيث إن العرب بعدما
أيقنوا – متأخراً - بأن إيران هي دولة إرهابية وهنا الكلام عن نظام الحكم وليس عن
الشعب, بدأوا بالتحرك الذي من المفترض أن يكون مبكراً, وعليهم أن يستغلوا التحرك
الدولي أيضاً, خصوصاً بعد توالي التقارير الاستخباراتية المؤكدة وشبه المؤكدة التي
تثبت تورط إيران في دعم المنظمات الإرهابية وتقديم المساعدة والتسهيلات لها, من
أجل إيقاف هذا الشر الفارسي وردع تمدده في الوطن العربي, وإلا فعلى المسلمين وعلى
بلادهم السلام.
بقلم :: احمد الملا
مواضيع ومقالات مشابهة