إذ كُنت صرخياً !!! فالوطن يَسعُ الجميع ...
إذ كُنت صرخياً !!! فالوطن يَسعُ
الجميع ...
الوطن يُمكن أن يتّسع ويُمكن أن يضيق ... يضيق أذا الظُلم والفقر والتهجير
وسفك الدماء والتهميش ومحاربة الحرية هي النهج السائد في الوطن ... وأما إذا كان قتل ابن الوطن وطرده وتهجيره وتكميم
الافواه هو العُرف المتفشي في ركاب الوطن فأين يكون المُتّسع كي يعيش المواطن ؟؟.
أما إذا كانت روح التسامح والمحبة والأخاء والرحمة والإنسانية ومساعدة وعون
الأخ لإخية الإنسان هي النّبرة التي تجتاح المجتمع فكيف يضيق الوطن وكيف يُهاجر أو
يُهجّر المواطن من البلاد ؟؟؟.
إذاً الوطن يتسع ويضيق حسب المواطن
وروح المواطنة التي يتبناها الانسان فالسلوك والنهج والانتماء الحقيقي
للوطن هو الكفيل ان يسكن الانسان جنب أخيه الإنسان في محبة ووئام دون تناحر وفتنة
ترّد بالويل والثبور على المجتمع دون أستثناء لإن النار لا ترحم ولا تعرف طائفة
دون غيرها .
ولعل ما اصاب العراق وشعبه هي عِلّة الإنتماء الحقيقي الذي فُقِد جراء من
أنتهج وسلك الروح العدائية البغيضة والتي أجّجها بِنار الطائفية الحاقدة بفتاوى (
طائفية ) ومن هنا أصبح العراق في ضيق بحيث لم يكن بِه مُتّسع أن يضُم بين جَنبيه
وعلى أرضه الطيبة المعطاءة الأخوة الذين عاشوا وترعرعوا جيلاً بعد جيل .
ولعل الشي الثمين الذي فقدناه طوال سنيين وعقود ولم نحضى به طِوال هذه
الفترة حتى كاد ان ننسى الوطن ونعرف ما هي روح المواطنة التي يعيشها ابناء كل
الأوطان وينعمون بها فلم نعي بصدق وإيمان هذه الحقيقة التي عجز عنها أي شخص أن
ينهض بها وأن يغرسها في قلوب وارواح ابناء الشعب العراقي الذي ضُيّع وضُيّعت معه
روح الأمل التي ينشدها في وطنه العزيز والتاريخ يشهد أنه بين الحين والآخر ينهض
أحد أبناء الوطن الأعزاء كي يستنهض الهِمم وأن يبعث بأخلاص وصدق قلّ نظيرهُ ومن
هنا استطاع المرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني أن يستنهض الروح الوطنية
الحقيقية التي تجمع أبناء الوطن دون النظر الى البُعد الطائفي والقبلي بل كان هذا
الإستنهاض اساسه الرصين هو الوطن والإنتماء الحقيقي والولاء المطلق ولعل أهم ما
كشف هذه الحقيقة التي أتسع لها قلب وفكر المرجع الصرخي هو أغاثته الأخوة النازحين
الذين وقع عليهم الظلم والتهجير والقتل
فلم يكن سكن أو مأوى ينقذهم من العوز والحرمان ولعل بيانه الموسوم (( ثورة الحسين
... من أجل الأرامل واليتامى والفقراء والنازحين والمهجّرين )) وبهذا فهو يكشف النهج
الحقيقي الذي يمكن أن يكون الوطن يتسع لكل مواطن فالرحمة والإيثار والتضحية هي
كفيلة بأن تجمع وتوسع الوطن دون التضييق على ابناءه بل هو مشورع إسلامي
وتاريخي وحضاري
وليس هنا نحتاج أن نُثبت كيف الوطن يتسع ويضيق إذا علمنا كيف أنتفض أبناء
العراق من مقلدي المرجع السيد الصرخي الحسني من أجل إغاثة أخوانهم من النازحين
والمهجرين ممن فَقد السَكن والمأوى والأمان وهذه نتيجة طبيعية أن يفعلها الأخوة من
مقلّدي المرجع الصرخي لما أنتهجة وسلكه وعلّمه لهم مرجعهم السيد الصرخي من أن الوطن يتسع ويكبُر دون ( حجم المساحة) أن
يعيش به كل أبناء الوطن أن كان على اساس الوطنية الحقيقية
هكذا تُبنى الأوطان وتُعمّر كلما أشتدّت أواصر المحبة بين أبناء الوطن اصبح
من الممكن والطبيعي العيش في مجتمع سليم وصحي فالحق أن نقول أن نهج وأخلاق المرجع
الصرخي هي الطريق الوحيد لِسلوكه ونهجه حتى يُصبح الوطن كبيراً يتّسع للجميع ..
_______ حسن آل داغر ___
مواضيع ومقالات مشابهة