المرجع الصرخي يضع السائرين إلى كربلاء على المحك.
المرجع الصرخي يضع السائرين إلى كربلاء على
المحك.
مما لاشك فيه
وهو الثابت من خلال نصوص أهل البيت (عليهم السلام) أن إحياء عاشوراء يكون بالتجسيد
والترجمة الحقيقية للشعارات التي رفعها الحسين (عليه السلام) والمواقف التي تبناها
والخطابات التي كان يلقيها على الناس خلال نهضته الإصلاحية التغييرية التنويرية،
ومن تلك الخطابات التي ألقاها على الناس خلال مسيرته نحو الخلود، قوله: (أيُّها الناسُ،
إنَّ رَسُولَ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم قال: مَنْ رَأى سُلْطاناً
جائِراً مُسْتَحِلاًّ لِحُرَمِ اللهِ، ناكِثاً لِعَهْدِ اللهِ، مُخالِفاً لِسُنَّةِ
رَسُولِ اللهِ، يَعْمَلُ فِي عِبادِ اللهِ بالإثْمِ والعُدوان، فَلَمْ يُغَيِّرْ عَلَيْهِ
بِفعْلٍ ولا قَوْلٍ، كان حَقّاً على الله أنْ يُدْخِلَهُ مَدْخَلَهُ).
خطابٌ يكشف
كذب وزيف الحجج والذرائع التي ما انفكت ان تفارق منهج وثقافة وديدن أئمة السكوت
والصمت والخنوع والركون والانبطاح للظالمين والفاسدين، الذين سكتوا واسكتوا الشعوب
فأذلوها وأباحوا دمائها وأعراضها ومقدساتها وأوطانها وأموالها...، خطابٌ يبين صورة
من ابرز وأهم صور إحياء الشعائر الحسينية يتمثل بفضح ورفض ومكافحة الفساد والظلم
وحكامه ورموزه ومشرِّعوه وداعموه، تصريح واضح لا لبس فيه: إن مَنْ يسكت على
السلطان الظالم الفاسد ولم يغير عليه بفعل ولا قول كان حَقّاً على الله أنْ يُدْخِلَهُ
مَدْخَلَهُ، النار وساءت مصيرا...
إذن كيف، وما هو مصير وحال من تسبب في تسلط
الفاسدين والظالمين والقتلة والمجرمين ودافع عنهم؟!!!!، فتسبب في احتلال واختطاف وخراب
وطن، ونهب خيراته وثرواته، وتدمير كل البنى التحتية، وسرقة تاريخه وتراثه وحضارته
ومسخ هويته، وجعل منه ساحة الصراعات الداخلية والإقليمية والدولية، وتصفية
الحسابات، ومرتعا للمليشيات الطائفية والقوى التكفيرية، وتسبب في قتل وقمع وتهميش وإقصاء
وتجويع وحرمان وإذلال وتهجير ونزوح وتشريد وتطريد الملايين، وغيرها من المآسي
والويلات التي لم يسبق لها نظير في تاريخ البشرية، فبالتأكيد إن مصير من تسبب في
ذلك هو أسوأ وأكثر عذابا وعقابا....، سواء كان من الرموز الدينية أو السياسية أو
من رضي أن يكون مطية لها ممن أيضا وقع عليه ظلمهم وفسادهم...
وعلى ضوء ما
تقدم يتضح أن من جوهر إحياء الشعائر والأهداف الحسينية هو الإصلاح ورفض ومكافحة
الفساد والظلم ومن هنا وجَّه المرجع الصرخي حزمة من التساؤلات للسائرين إلى كربلاء
في بيانه الذي حمل عنوان: " ثورة الحسين
...من أجل الأرامل واليتامى والفقراء والنازحين والمهجرين ..."، : وضع فيها
النقاط على الحروف وبين الإستراتيجية الصحيحة التي ينبغي أن تتجسد من خلالها أهداف الحسين ونهجه في الإصلاح ونصرة المظلومين
وإغاثة النازحين والانتصار للوطن والكرامة والإعراض والمقدسات واستعادة الحقوق
والحريات المسلوبة ورقص الفساد ومكافحة المفسدين،
فكان مما جاء في البيان قوله:
((ـ وهل خرجتم
من اجل انسانيتكم وكرامتكم المسحوقة بتسليطكم الفاسدين والسكوت على فسادهم وتضييعهم
وسرقتهم لمئات المليارات من الدولارات واغراقهم للعراق والعراقيين في فتن وويلات وانهار
من الدماء ، ـ وهل خرجتم من اجل المطالبة بأبسط الحقوق الإنسانية التي افقدكم إياها
الفاسدون بتدميرهم كل البنى التحتية وتدمير الاقتصاد والزراعة والثروة الحيوانية والموارد
المائية والتعليم والسياحة والمؤسسات الطبية والتأمين الصحي فأفقدوكم كل الخدمات مع
عدم الأمن والأمان حتى صار العراق متصدّرا لقائمة الدول الأسوأ في العالم في كل المجالات.
ـ وهل خرجتم من اجل القضاء على الفساد بتغيير الفاسدين ، وإيقاف الحروب والصراعات التي
افتعلوها ، وكفّ تدخل الدول وصراعاتها وتصفية حساباتها في العراق ـ فاذا لم تكونوا
خرجتم من أجل ذلك فاعلموا اذن انكم تخرجون على نهج يزيد في الفساد والإفساد والخضوع
والخنوع والذل والهوان ...))
بقلم
احمد الدراجي
مواضيع ومقالات مشابهة