قناة البغدادية ,تلطم على العراق أم على الهريسة؟
هناك مثل عراقي شعبي قديم يقول "يلطم على الهريسة مو على الحسين" في إشارة إلى من يقصد العزاء لاطماً لأجل الهريس وهي الأكلة التي تطبخ في مراسيم عاشوراء, واليوم بعد الانتفاضة التي قامت ضد الدولة الدينية ( اللادينية) والتي كانت كل عمائمها تلطم بحرقة على ثريد السياسة . وبعد أن تجرع العراق السم الزعاف من حكومة باركتها ونظّرت لها عمائم المؤسسة الدينية , رفُع أهم شعار في ساحات التظاهرات وهو "باسم الدين باكونه الحرامية" ومن حق أي إنسان أن يسأل أليست مرجعية السيستاني هي من سوقت كل السياسات ومررت كل المشاريع وباركت للسياسيين حتى سرقوا ثروات البلاد ؟ أليس الدين الذي أحال البلاد ركاما وخرابا وجعل أبناءه بين قتيل ومشرد وجائع وعريان ,هو الدين الطائفي الذي اصطبغت به العملية السياسية وكان واجهته وعنوانه ومتشرعته المراجع الأربعة وفي مقدمتهم السيستاني ؟ وهل نسينا أن من حرم الزوجات على أزواجهنّ لأجل إنتخاب هذه الوجوه هم المراجع الأربعة ؟ إذن وبكل وضوح , إن هذه التظاهرات إنما خرجت ضد المشروع السياسي الديني الذي تبنته مرجعيات النجف , ومن ورائها من أتباع الولي الفقيه الإيراني , بعد هذا كله تخرج قناة البغدادية بشكل يثير السخرية لتلميع صورة السيستاني بإظهاره على انه صاحب إنجاز في محاولة واضحة لسرقة جهود المتظاهرين ,إن الدعوات التي تطلقها قناة البغدادية من أن على مقتدى الصدر أن يطرد فلان وعلى عمار الحكيم أن يُقيل علّان وأن الكربلائي صرح بكذا, ليست إلا خدعة للمتظاهرين فبناء العراق لا يعتمد على عمار أو مقتدى , والدولة المدنية ليس داعيتها المرجعية وعمائمها الطائفية , فالوزراء والمدراء الذين اعلتوا الوزارات لم يطلق عليهم "لصوص باسم الدين" إلا لأن قوائمهم تسمت باسم آل الصدر وآل الحكيم و ما تسمى المرجعية العليا , التي تنفخ فيها قناة البغدادية , إن البلد بحاجة إلى حكومة إنقاذ وطنية تلملم جراح الماضي بقضاء مستقل , لا تُرتكب مجازر تحت طائلة قوانينه ولا يستخدم الإرهاب ذريعة لملئ السجون بالناس ولا يوضع لكل معارض تهمة جاهزة . ومرجعية النجف هي التي أعطت مشروعية لقضاء فاسد وسلطة طائفية ولن يُخدع المتظاهرون بها مرة أخرى وكل شيء قد أنكشف وهدف المتظاهرين إسقاط الحكومة وحل البرلمان وإنشاء حكومة إنقاذ مدنية فعلياً ليس فيها احد من هذه الوجوه . ومحاولة تلميع رموز الفساد سيدعو النشطاء الى تأسيس حشد مدني وكما قال المتظاهر الناشط الصرخي الحسني : لابدّ أن نُحذّر المؤسسةَ الدينية ومن ورائها ايران بان أيَّ محاولةٍ للانتهازية واستغلال جهود وتضحيات المتظاهرين وارجاع الامور الى المربع الأول بتسليط نفس المؤسسة الدينية الكهنوتية وافرازاتها الفاسدة المُفسِدة ، نحذرهم باننا سنغيّر توجّهات واَولَوِيات التظاهر فسنطالبُ أولاً وقَبْل كلِّ شيء بل سنؤسس حشدا مدنيا لتطهير المؤسسة الدينية من قُبْحِها الفاحش وفسادِها المُستَشري بأضعاف أضعاف قبحِ وفسادِ السياسيين ورجال السلطة ، فنحذِّرُهم من ركوبِ الموجِ ومحاولةِ الخداع والتغرير من جديد فنقول لهم عليكم تطهير أنفسِكم ومؤسساتِكم قَبْل ان تنتهزوا وتَركَبوا مَوْجَ التغيير والإصلاح والقضاء على الفساد ، فلأكثر من ثلاثة عشر عاما الأمور بأيديكم من سيئ الى أسوأ والكوارث والمآسي في ازدياد مطّرِد .
لذا على قناة البغداية التعامل مع ملف المؤسسة الدينية بمهنية ,لأن كل مؤامرة تُعقد معها ثم تُمرر سياسياً .
عبد الاله الراشدي
مواضيع ومقالات مشابهة