لماذا ترتعد مرجعية النجف من الإنترنت؟!.
لقد أصبح الانترنت من أهم
الوسائل والآليات التي تعمل على توفير وإيصال ونشر وتبادل المعارف والمعلومات
والثقافات والأخبار والتقارير ومد جسور
التواصل والتعارف والصداقة بين الناس، بل أصبح يمثل العصب الرئيسي في حياة الفرد
والمجتمع والدولة.
في المقابل شكلت هذه الوسيلة
مصدر خطر وإرباك للأنظمة الديكتاتورية المستبدة ومن يدعمها ويساندها من وعاظ
السلاطين لأن النت يكشف الحقائق التي تطمرها تلك الأنظمة، ويُطلِع المجتمع على ما
لا تريده تلك الأنظمة، ولهذا راحت تطلق
الفتاوى والخطابات والقوانين المسيسة لإبعاد المجتمع عن هذه الوسيلة ولإيجاد
المبرر لغلقها ومنعها وطبعا كل هذا يتم بإطار شرعي مزوق حتى يسهل تمريره.
منذ أن تم تشغيل خدمة الانترنت
في العراق لم نسمع أي خطاب من مرجعية السيستاني تحذر فيه الشباب من خطورته، كونه يحطم بنائهم الفكري والروحي على حد
قولها!!!. في الجمعة السابقة وبعد أكثر من عشر سنوات على توفر النت في العراق
تستفيق المرجعية من سباتها وتستهله بخطاب ناقم على النت محذرة من خطورته!!!!، فأين كانت المرجعية عنه، ولماذا
لم تحذر منه سابقا ، فهل لم يكن فيه خطرا على الشباب؟!!!!.
الجميع يعلم أن الإنترنت من
الوسائل المشتركة التي تصلح أن تكون أداة للصلاح وأداة للفساد حاله حال بقية
الوسائل كالتلفزيون والستلايت والموبايل والقناة الفضائية وغيرها فلماذا تهتم
المرجعية بموضوع النت وخصوصا في هذه المرحلة وتسكت عن غيره من الوسائل التي سُخِرَت
عمدا لتضليل المجتمع وإفساده فكريا وروحيا ومن أبرزها الفضائيات الطائفية وقبل كل هذا لماذا سكتت بل باركت ودعمت
وشرعت رأس الفساد والإفساد والإضلال وباب المصائب والويلات وهو الاحتلال وما رشح عنه
من قبح وفساد وظلام....؟!!!!.
إن خطر المواقف والثقافات
والخطابات والفتاوى والسلوكيات والسياسات
الطائفية التي تبنتها المرجعية والحكومات والأحزاب والكتل التي دعمتها
ودافعت عنها اشد وافتك المخاطر، بل هو
بابها ومنبعها فلو كانت حريصة على بناء الشباب فكريا وروحيا لما اتخذت من الطائفية منهجا وفكرا وسلوكا حتى
جعلت منها أفيونا أدمن على تعاطيه المجتمع إلا ما رحم ربي ودفعت به في محرقة لا
تبقى ولا تذر.
هل تريد المرجعية ومن ورائها
إيران من هذه الخطوة للتهيئة إلى الهدف
الرئيس والغاية وهي أن تجعل العراق منغلقا على نفسه، لا علم له بما يجري حوله أو
في العالم، وفي الوقت ذاته تحصره في دائرة
محكمة تتحكم هي في صناعة مناخها وأجوائها
وما ينبغي أن يطلع عليه الشعب وما لا ينبغي...؟!.
أم إن فضائح المرجعية
وملحقاتها السياسية والحوزوية والمليشياوية
والجرائم التي يمارسها حشدها الطائفي بحق العراقيين الأبرياء الشرفاء
وغيرها من الأمور التي لا تريد المرجعية أن يطلع عليها العراقيون لأن في ذلك
فضيحتها وفضيحة إيران وأدواتها في العراق، هي التي دفعت المرجعية للتحذير من النت بهذه
الطريقة المسيسة والممنهجة.
يضاف إلى ذلك أن النت بات منبرا
فضائيا يطرح من خلاله صوت الحقيقة والحرية والوطنية والإنسانية والاعتدال والسلم
والسلام الذي يطلقه المرجع العراقي العربي
الصرخي الحسني ومعه الشرفاء الأحرار، وهذا
بدوره يرعبها ويهز عروشها كونه يتعارض مع
المشروع الشعوبي الإمبراطوري الإيراني ويفضح المنهج الطائفي الذي سارت وتسير عليه إيران
والمرجعية الخاضعة لها والمليشيات المجرمة المنفذة لأرادتها وبطشها ...
يقول السيد الصرخي: (...والنت يخرقهم من القلب
فهو ارقي وأعلى وأسمى طريق وخطاب علمي، فهو يدحض كل الأباطيل والى الأبد ويكشف زيف
الكاذبين إضافة إلى إرعابهم جميعا...، النت لو استغل بصورة صحيحة فهو سر من أسرار
الله تعالى ينصر بها اضعف عباده...)
بقلم
احمد الدراجي
مواضيع ومقالات مشابهة