لُعَب الأطفال في مزايدات المرجعية البائسة.
ليس غريبا ولا مضحكا ولا
مبكيا أن تصدر فتوى بتحريم بيع لعب الأطفال كالمسدسات والبنادق البلاستيكية وغيرها،
مراعاة لنفسية الأطفال إن كان فيها تأثير عليهم، فهذا أمر راجح عقلا وشرعا وأخلاقا،
ولكن الغريب والعجب وكل العجب المضحك والمبكي أن تصدر مثل هذه الفتوى ممن ادخل
البلاد والعباد صغارا وكبارا رجالا ونساءً في دوامة من العنف والقتال والخطف
والتهجير بسبب مواقفه وقراءاته وقراراته وفتاواه الفاشلة الطائفية التي سلطت
القتلة والسراق والفاسدين على الوطن والمواطن منذ عام 2003 والى وقت غير معلوم .
والعجب وكل العجب المضحك
والمبكي أن تصدر مثل هذه الفتوى ممن أفتى بالقتال والجهاد الكفائي، التي كرست
وعمقت الطائفية والتطرف والتقاتل والرعب وتمخضت عن تسلط مليشيا الحشد الشعبي،
لتمارس القتل والتمثيل بالجثث وحرقها وسحلها بالشوارع وتعليقها على الأعمدة، وقتلت
الأطفال وروعتهم وايتمتهم وهجرتهم، وحرمتهم من ابسط مستلزمات حياة الطفولة.
ما الفائدة من تلك الفتوى
ونفسية أطفال العراق كُسِرت بل ذُبِحت، ومشاهد الموت وصور الرعب شاخصة أمام عيونهم
البريئة على مدار الساعة؟، فكم من طفل قُتل أو شاهد أبيه أو أمه أو أخيه أو صديقه مخطوف
أو مقتول أمامه ذبحا أو بالرصاص أو حرقا أو في تفجير أو من جراء القصف العشوائي؟،
وكم من طفل هدمت داراه أو روضته أو مدرسته أو منزل جاره أو جامعه أو مستوصفه، وغيرها من مشاهد الرعب والموت....؟.
عن أي مراعاة للنفسية تتبجح بها مرجعية السيستاني والبراميل المتفجرة وصواريخ ارض ارض والراجمات
والمدفعية وغيرها من الأسلحة تقتل الأطفال في مناطق الصراع كما في الرمادي
والفلوجة وغيرها...؟!، عن أي مراعاة للنفسية والمجتمع العراقي تم عسكرته بجميع
طبقاته وبأوامر من السيستاني فبالأمس دعا الموظفين والعاطلين عن العمل إلى
المشاركة في القتال، ومن ثم دعا الطلبة إلى التدريب بما فيهم طلبة المتوسطة الذين لم يبلغوا الحلم؟،
لماذا لا يحرم السيستاني بيع ملابس الحشد الشعبي للأطفال؟!، أليس ارتداء الطفل
لهذا الزي يؤثر على نفسيته ويعسكر طفولته؟ أم انه لباس
الولدان المخلدين؟!!!!.
ثم أين كان السيستاني عن الأطفال
ولُعبهم طيلة كل هذه السنوات التي تباع فيها فلماذا لم يحرمها سابقا؟!، ولماذا الآن؟!،
هل يريد أن يغطي على الجرائم والانتهاكات التي حصلت وتحصل بسبب بفتوى الجهاد
الكفائي ويظهر بمظهر المُحافِظ على الأرواح
والمراعي لنفسية الأطفال ليتم التزويق من جديد لأكذوبة رجل السلام التي فضحتها
فتوى الجهاد الكفائي ومنهجه الطائفي...؟
بقلم
احمد الدراجي
مواضيع ومقالات مشابهة