الحكومة العراقية تبحث عن التقشف والحوزة تعلن افلاسها
كم عظيما هو ذلك الإرث الذي تركه لنا علماء الإسلام على مر العصور وكم عظيما هو ذلك العالم الذي استطاع أن يؤسس مدرسة انتهلت من ذلك التراث صنوف الإحكام والمعارف . فأنتجت ثورة في علوم الفقه والأصول عجز أن يصل إليها معممو الفكر الكلاسيكي تلك هي مدرسة الشهيد محمد باقر الصدر التي لم تقتصر معارفها على النمط التقليدي وتعدت باب الحادي عشر والرسائل والكبري لتحدث ثورة فكرية في مجال علوم فلسفة الحياة وقوانينها الاجتماعية والاقتصادية وحيث كانت بلاد المسلمين تواجه غزوا فكريا متمثلا بالمدرستين الراسمالية والماركسية الشيوعية انبرى الاقتصاد الإسلامي في هذه المدرسة لينتشل فكر الأمة وتراثها العلمي مؤلفا نظريات في الاقتصاد الإسلامي والبنوك اللاربوية كي تستيقض أمة كانت قد أسست وأبدعت في إيجاد مختلف العلوم ويشهد لها القاصي والداني بما لها من الفضل. نعم هذه هي مدرسة الشهيد محمد باقر الصدر . استمرت هذه المدرسة بعد ما تعرضت للآهات والويلات وخرج منها علم آخر ليربط لنا بين العقائد والفلسفة في منهج إصلاح الحياة فيعرف لنا حقيقة المهدي على انه ذلك المصلح الذي تتجسد فيه النظريات الاقتصادية والاجتماعية سلوكا وعملا فربط بين عقيدة المهدي وتراث الإسلام الفكري في موسوعة علمية في أربعة أجزاء ابتدأها بالعقائد وختمها بالفلسفة ذلك هو الشهيد محمد محمد صادق الصدر فأنتشل الفكر المهدوي من وصفية القتل والتقتيل والانتقام والثارات إلى فضاء العلم وقيادة الحياة ومنظومة العدالة الاجتماعية ولم تنكفئ بعد ما قتل الشهيد محمد محمد صادق الصدر!؟ لم تنكفئ مدرسة الأخلاق والقيم بل أنجبت الصرخي الحسني علما ومرجعا عالما واعلما هضم كل مدرسة باقر الصدر فقها وأصولا وفلسفة اجتماعية واقتصادية .فنقل أصول الفقه إلى ذروة الكمال وخمدت أمام فكره حوزات لم تكن تستطع أن تصل إلى أساتذته فخاطب المجتمع بالخطاب العلمي الذي يمثل نتاج تلك النظريات الجبارة في العقائد وعلوم الاجتماع والعلوم الاقتصادية وأعاد رسم التاريخ تحقيقا بمحاضرات موضوعية يعالج فيها كل الإشكالات العويصة التي كانت ولازالت تمثل عائقا من ان ترتقي الأمة من بودقة الطائفية وتعالج مشاكلها التي جعلت منها أسيرة الشرق والغرب نعم كان هذا المرجع بما يمتلك من نظرة ثاقبة داعيا إلى إعادة النظر في مخلتف النظم والقوانين التي تدار بها البلاد وحذر وانذر إلا إننا في بلاد قد تقاسمتها القوى العالمية فاستبيح بها أتباع هذه المدرسة وقتل أبناء الفكر الصرخي وأمنت مرجعيات وحوزات أخرى ضخمها الإعلام ونفخ فيها ليجعل منها هراميل جوفاء فشلت في كل اختبار نعم هذه القوانين التي تحكم البلاد هذه النظريات هذا الكشكول من القوانين الاقتصادية أوقعنا اليوم في أزمة فالشعب يضيع بين حالة تقشف واستثمارات وجشع رؤوس الأموال . وشر البلية ما يخرجه الإعلام ألينا من هذه الحوزات الكلاسيكية الفارغة حيث تجتمع كل تلك الفضائيات أمام ما يسمى معتمدي المرجعية في كربلاء منتظرين أن يأتي بالفتح وبعد كل هذه الهالة الإعلامية ولعشر سنوات من التضخيم والتكبير والنفخ في هذه المرجعية الكلاسيكية التي لا تمتلك أصولا ولا فقها ولا فلسفة انتظروا الحل وصدق المثل القائل تمخض البعير ليلد فأرا وإذا بمعتمدي المرجعية بدلا من أن يعطوا حلا صاروا يدعون الحكومة إلى تدارك الأزمة وإيجاد الحلول والبحث عن بدائل وبدأ أقول لم أتعبت نفسك يا معتمد المرجعية فلو أخبرتنا لإرسالنا طالبا ممن أكمل الدراسة المتوسطة أن يلقي تلك الخطبة و بإمكانه أيضا أن يشير إلى مصادر الثروات في العراق ويدعو لاستغلالها وخصوصا قطاع السياحة الدينية الذي لا تريد أن تتطرق اليه. فلما لا تشير علينا بنظرية تخرجها علينا من فكر الأربعة العظام؟ والاقتصاد الإسلامي ليس منهجا في جامعاتنا العلمانية فهو موجود بين طيات الروايات فهل من مركز بحوث للاقتصاد على غرار مركز بحوث الفضاء الذي أنشأتموه ولم يساعدكم حتى في تحديد الهلال !!!؟؟؟ نعم حقيقة لابد من أن نعرفها أنها حوزة أعلنت إفلاسها.. بقلم فلاح الشويلي
مواضيع ومقالات مشابهة