حيدر العبادي المماطلة والتسويف والرهان على الوقت

من يظن ان حيدر العبادي قد غير البوصلة السياسية في العراق وخرج من الولاء لايران والتحرك ضمن مشروعها الطائفي الذي كان يسير عليه سلفه نوري المالكي فقد توهم فالعبادي انما يراهن على الوقت في اندحار داعش امام ضربات التحالف الدولي وتمركز المليشيات التابعة لايران في كافة محافظات العراق ليعود بعد ذلك لنفس السياسية التي تتبعها ايران في اقصاء مناوئيها وتصفية خصومها .
ويبدو ان هذا الرهان خاسر , فاميركا ليست بذلك الغباء كي تعيد لايران ما فقدته في العراق , وانما هي تتعمد اطالة الحرب لتستنزف قدرات ايران الاقتصادية بعد ذلك تجهز عليها بحجة وجود الاسلحة النووية ودعمها للمليشات الارهابية .
فلو كان رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي يريد اصلاح ما افسدته سياسات المالكي وايران في العراق لعجل بمشروع المصالحة الوطنية الذي يجب ان يشمل جميع اطياف الشعب وتياراته وطلق سراح السجناء الابرياء وفتح صفحة جديدة . الا ان الضغوطات التي يتعرض لها العبادي بالاضافة الى السياسات الطائفية التي سارت عليها كتلة التحالف الوطني التي ينتمي اليها تعارض ايجاد مشروع مصالحة حقيقي لا بل حتى الاطراف السياسية السنية التي ترى في المصالحة بروز منافس لها في الوسط السني السياسي وهذا يعني بكل بساطة ان العبادي يامل ان تعيد قوات التحالف الامور الى ما كانت عليه فيبدا بتصفية خصومه باشارات من ايران كما كان يفعل المالكي .
لكن اعتقد ان على العبادي ان يدرك ان هذه السياسات اثبتت فشلها وان العراق بلد يجب ان يحكمه اهله وان سياسة الاقصاء والتهميش والقتل وتسخير القضاء وتسليط المليشات لن تقود البلد الا الى الهاوية .
بقلم : الدكتور عبد الكريم الزيدي
مواضيع ومقالات مشابهة
- القدس إسلامية الهوية عاصمة فلسطين الأبدية (25)
- السستاني يختزي في تشخيص الفاسدين رداً على المدعو أبي تراب مولاي
- ترك الصلاة جهل وعمل مشين ومن الكبائر!!
- هل سقطت أطروحة التمهيد بتظاهرات الشعب الإيراني؟
- القدس إسلامية الهوية عاصمة فلسطين الأبدية (18)
- إبليس يقرَ بالذنب وبنبوة الأنبياء والدواعش ينكرون بتكبرهم !!!