منذ متى يعرف المالكي سيادة العراق ؟؟ - صافي الياسري
صافي الياسري
وصف نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، قرار البرلمان التركي ارسال قوات تركية الى العراق بـ”التجاوز غير المبرر” على السيادة العراقية، و دعا البرلمان التركي الى “التراجع عن قرار إرسال قوات برية الى العراق لانه تجاوز غير مبرر على حرمة وسيادة الاراضي العراقية”.
واضاف “على الحكومة العراقية والبرلمان العراقي اتخاذ مواقف واضحة وصريحة ترفض نزول أي قوات على الاراضي العراقية سواء أكانت تركية أم غيرها واعتبار سيادة العراق خطا احمر لا يسمح بتجاوزه بأي حال”.
واكد على ضرورة “عدم اتخاذ دول الجوار والعالم مما يمر به العراق من أزمة فرصة للتدخل في شؤونه الداخلية وهتك حرمة ارضه وسيادته فهو كفيل بمعالجته”. وكان البرلمان التركي، اقر امس الاول الخميس، باغلبية كبيرة مشروع قانون يجيز للجيش شن عمليات ضد داعش في سوريا والعراق، ويعطي القانون الضوء الاخضر للجيش للقيام بعملية عسكرية في الاراضي السورية والعراقية ويجيز كذلك نشر قوات اجنبية على الاراضي التركية يمكن ان تشارك في تلك العملية.
والسؤال الذي يطرحه على الفور هذا الخبر ،هو منذ متى يهتم المالكي للسيادةالعراقية ؟؟ اين كان منها حين كان رئيسا للوزراء وبيده مقاليد كل الامور العسكرية والامنية ،فهو القائد العام للقوات المسلحة ، وزير الدفاع والداخلية والامن والمخابرات والميليشيات المسلحة ؟؟ لماذا ترك قاسم سليماني يصول ويجول في عموم الاراضي العراقية من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب ،وفيلق القدس والميليشيات المسلحة التابعة له تعيث فسادا في العراق وتثير الفتنة تلو الاخرى بين مكونات العراق دون ان تقر بما يسميه المالكي الان سيادة العراق ،بل ودون ان تعبأ برضا او رفض المالكي الذي لم يكن اكثر من دمية في يد النظام الايراني ،والا اين سيادة العراق من المجاميع المسلحة التي اقتحمت اشرف وخطفت سبعة وقتلت اثنين وخمسين من سكانه المكلفين مهمة بيع ممتلكات الاشرفيين بحسب الاتفاق مع منظمة الامم المتحدة والسفارة الاميركية ،المجزرة التي ارتكبت في الاول من ايلول عام 2013 على يد القوات العراقية والمجاميع التابعة لفيلق القدس التي نفى المالكي العلم بها ومعرفته بمنفذيها ،مايصدق عليه القول ان كنت تدري فتلك مصيبة وان كنت لا تدري فالمصيبة اعظم ،وما يثبت تواطؤ المالكي مع نظام ولاية الفقيه والجنرال سليماني المعروف بانه الحاكم الحقيقي للعراق،هو دفن جثامين الشهداء دون علم ذويهم وفي مكان ما زال مجهولا ،لانه وبالمباشر كان يخشى ان تتكشف حقيقة الجريمة التي ارتكبت ضدهم وهوية الفاعل ،ومسؤوليته عنها ،فعن اية سيادة يتحدث الان ،وهو الذي فرط بها طيلة سنوات حكمه ،وكان على استعداده لاسترخاصها اكثر للنظام الايراني ،من اجل ولاية ثالثة ، والحمد لله انه باء بالفشل ،اذ احترقت اوراقه باجمعها امام الشعب العراقي ونخبه السياسية ،وامام العالم اجمع ولم تنفعه كل السيناريوهات والمكائد والمؤامرات والخطط التي رسمها ونفذها للتمسك بكرسي الوزارة ،على المالكي ان يخرس في هذا الجانب فهو يمثل اقذر صفحة كتبها على العراق في تاريخه السياسي ،وكينونته الحضارية والدولية ،وستكشف الايام الى أي مدى تغول المالكي ضد العراق والعراقيين وسيادتهم واستقلال ارادتهم وخيارهم الحر من اجل الكرسي ،واي درك من العمالة انحدر اليه واي انبطاح مثله امام ملالي طهران .
مواضيع ومقالات مشابهة