المصالح مكفولة للجميع إلا مصلحة العراق وشعبه.
في السياسة لا يوجد صديق
دائم ولا عدو دائم، ولكن يوجد مصالح دائمة، عبارة أطلقها رئيس الوزراء البريطاني "ونستون_تشيرتشل"،
ومن الواضح أن هذه المنطق هو المنهج الذي
تُبنى عليه السياسة، حتى إن العلاقات بين الدول قائمة على أساس المصالح المشتركة،
وهذا يعني انه لا يوجد ثوابت في عالم السياسة،
فكل شيء قابل للتغيير وفقا
للمصالح، وهذه القضية بات من البديهيات يدركها السياسي وغيره، لكن في
العراق بلد الغرائب والعجائب، وكل ما لم يخطر في البال، نجد أن هذا المنطق السياسي
غائب تماما عن ذهنية ومنهج سياسيي الصدفة، فلا
علاقة العراق مع الدول قائمة على أساس المصالح المشتركة، وإنما قائمة على أساس
المصالح الشخصية للسياسيين، أضف إلى ذلك انه يوجد ثوابت مشتركة، هي المصالح الإيرانية
فقط وفقط، ويوجد صديق دائم وهو الذي يتحكم
في سياسة العراق الداخلية والخارجية بل هو الحاكم والمقرر، ذلك الصديق هو إيران ويوجد
عدو دائم هو من لا ينبطح للمشروع
الإيراني.
منذ
عام 2003 والى إن يتحرر
العراق من الاحتلال الإيراني، بات من
الواضح جدا إن الحكومات التي توالت على حكم العراق خاضعة بصورة مطلقة
لإرادة إيران
فهي من تتحكم في العراق وهي من ترسم سياساته الداخلية والخارجية، بالطريقة
التي تضمن فيها تحقيق مصالحها وتنفذ مشروعها
التمددي الشعوبي، وأما مصلحة العراق فهي خارج نطاق التغطية وما مرت وتمر
به البلاد من خراب ودمار وضياع هو من نتائج الانقياد والتبعية المطلقة
لإيران الذي تمخض عن
المنطق السياسي الذي ابتكره ساسة المنطقة الخضراء(المحنكين جدا)، والذي
خالفوا فيه
المنطق السياسي الذي تعمل به كل الدول
وسياسيوها بما فيها ربهم الأعلى إيران الشر، فضيعوا العراق وشعبه، فهل يوجد
غباء وفشل وعمالة أقبح من هذا، ومن هنا
كان حل الحكومة والبرلمان وإبعاد السياسيين المتسلطين من ابرز خطوات مشروع
الخلاص الذي طرحه المرجع الصرخي لإنقاذ العراق حيث دعا في الخطوة الثالثة
والرابعة منه إلى:
3 ـ حلّ الحكومة والبرلمان
وتشكيل حكومة خلاص مؤقتة تدير شؤون البلاد الى أن تصل بالبلاد الى التحرير التام
وبرّ الأمان .
4ـ يشترط أن
لا تضم الحكومة أيّاً من المتسلطين السابقين من أعضاء تنفيذييّن أو برلمانييّن
فإنّهم إن كانوا منتفعين فاسدين فلا يصحّ تكليفهم وتسليم مصير العباد والبلاد
بأيديهم وإن كانوا جهّالاً قاصرين فنشكرهم على جهودهم ومساعيهم ولا يصحّ تكليفهم
لجهلهم وقصورهم ، هذا لسدّ كل أبواب الحسد والصراع والنزاع والتدخّلات الخارجية
والحرب والإقتتال .
في مقابل هذا الانبطاح
والتبعية والمنطق السياسي العاهر نجد الوقاحة والغطرسة الإيرانية في أعلى درجاتها
تنساب على السنة المسؤولين الإيرانيين فتارة يصرحون إن بغداد عاصمة إمبراطوريتهم
المزعومة، وتارة أخرى يكشفون جهارا عن أنهم جاؤوا للعراق لكي يدافعوا عن مصالحهم
لاحظ مصالحهم، ويصرح أخر بان إيران لولا لم تدخل الحرب في العراق لكانت الآن تقاتل
على حدودها وغيرها من التصريحات التي تكشف بكل وضوح أن العراق وشعبه بات وقود
إيران لتسيير قافلة مصالحها وتنفيذ مشروعها السافر، وهذه هي سياسة إيران القائمة
على أنقاض خراب الأوطان وجماجم الشعوب، وهذا ما أشار إليه المرجع الصرخي في حوار
مع جريدة الوطن المصرية بقوله : (فالسلطة في إيران تريد أن تحمي نفسها على كل حال
حتى لو سَحقَت شعوبَ المنطقة كلها سواء كانت هذه الشعوب المسحوقة سنيةً أو شيعيةً،
عربيةً أو كرديةً، مسلمةً أو غيرَ مسلمة، شرقية أو غربية، بل حتى لو سحق الشعب
الإيراني بكل طوائفه وفئاته، فالمهم السلطة الحاكمة).
والسؤال المطروح هل يستفيق العراقيون وخصوصا
الذين ساروا خلف أذناب إيران التي جعلتهم وقودا لنار صراعاتها ومصالحها؟!!!!، ألا
تكفي تجربة التبعية والانقياد لإيران والتي لم يجني منها العراق وشعبه إلا الويل
والثبور ألا تكفي لأن تكون واعظا للعراقيين ودافعا لهم للتحرر من تلك التبعية
لإنقاذ وطنهم وأنفسهم؟!!!.
بقلم
احمد الدراجي
مواضيع ومقالات مشابهة