مشروع المرجع الصرخي للخلاص و موقف المجتمع الدولي
مشروع المرجع الصرخي للخلاص و موقف المجتمع الدولي
على العكس مما هو سائد و متعارف عليه من ان رجل الدين لا يستطيع الخروج من اطاره المذهبي و اسلوب الفتوى في قيادته للشارع او معالجته لمشاكله و هو ما اوحت به منهجية المؤسسة الدينية خصوصا في العراق بعد عام 2003 حيث كانت لغة الفتوى هي المحركة للمجتمع و في ظاهرة معطلة لفكر الانسان و عقله و حركيته نتيجة لقدسية الدين و رجل الدين و الفتوى لدى الشارع العراقي و كما لمسناه في فتاوى وجوب الانتخابات و فتاوى وجوب التصويت بنعم للدستور و فتاوى وجوب التصويت لقائمة معينة و فتاوى الجهاد .على العكس من ذلك المنهج و الاسلوب فقد انفرد المرجع العراقي الصرخي الحسني بمنهج مغاير و مخالف لما هو معهود عن رجل الدين فقد انفرد بمنهج التحليل و القراءة و الاستقراء للواقع و الاحداث و فق معطياتها الانية و تقديم رؤيته للمشاكل و اسبابها و طرق معالجتها و العوقب الكارثية عند اهمالها .
و لعل المشهد السياسي و الامني في العراق تحديدا كان حاضرا لدى المرجع الصرخي و اتسمت نظرته للواقع العراقي بالمرحلية في طرح المبادرات و التي لم تلق الاهتمام من قبل الجهات المعنية سواء في الحكومة العراقية او الطبقات الاكاديمية او المؤسسات و المنظمات المحلية الاقليمية و الدولية او الدول العربية او الاسلامية اولاقليمية حيث انغلقت تلك الجهات على التعامل مع المؤسسة الدينية المعروفة لتصل معها الى طريق مسدود اصبح لا يهدد العراق فقط بل المنطقة باكملها .
و لم تكن مبادرة المرجع الصرخي الاخيرة ضمن مشروع الخلاص العراقي الذي اطلقه في معرض اجابته على سؤال موجه له من قبل جمع من شيوخ عشائر محافظات تكريت و الموصل و الرمادي بتاريخ 8/6/2015 هي المبادرة الاولى بل هي واحدة من مبادراته المتتالية و التي تنظر الى الواقع و ظروفه و معطياته و فق التوازنات و المتغيرات الامنية و السياسية المحلية و الاقليمية و الدولية فنجده و قبل عام تقريبا و قبل ان يفرض تنظيم داعش التكفيري سيطرته على الموصل و باقي المحافظات العراقية و تحديدا بتاريخ 29/5/2014 قد اعلن مبادرته للوساطه الشخصية بين الحكومة العراقية و المحافظات الغربية المنتفضة و خاطب الحكومة من جهة و الاطراف التي يعتقد انها مؤثرة و صاحبة الكلمة و الفصل على جماهير تلك المحافظات من شيوخ عشائر و رجال دين و حذر في نفس المبادرة من تداعيات اهمال مبادرته و ما يمكن ان يحصل من واقع كارثي على البلاد و هو ما حصل بالفعل بعد الاهمال المتعمد من قبل الحكومة و قادة المحافظات المنتفضة لوساطة المرجع الصرخي و بعدها بفترة نجد انه و جه النداء الى سياسيي المحافظات المنتفضة و التي و قعت تحت سيطرة تنظيم داعش التكفيري من جهة و المليشيات الطائفية من جهة اخرى و دعاهم الى تقديم الاستقالة من الحكومة و البرلمان و ضمن لهم احتفاظهم بمناصبهم و مكاسبهم و امتيازاتهم و تحقيقهم لجزء من مطالب جماهيرهم و حذرهم من مغبة التاخير و هو ايضا ما لاقى الاهمال و نجده اليوم يقدم مبادرة جديدة و بعد فشل المؤسسة الدينية و السياسية بمعالجة الواقع ,تلك المبادرة التي جعلت المنظمة الدولية العالمية (الامم المتحده ) امام واجبها الانساني و كذلك الدول العربية و الطبقات المثقفة و الاكاديمية و التي اصبحت ملزمة من الناحية السياسية و الاجتماعية و العقلية بالتعامل مع بنود تلك المبادرة و بواقعية قبل ان يستفحل الامر الى ما هو اسوا بعد ان تم اهمال المبادرات السابقة التي اتسمت بالموضوعية و المهنية . و لعل الطبقات الاكادمية و المثقفة العراقية هي الاولى من غيرها بالتعامل مع هذه المبادرة بدلا من تعاملها مع مشروع المؤسسة الدينية القائم على فتوى الجهاد و التحشيد الطائفي لمن يتبعها و للطرف المقابل كردة فعل و هو ما نشاهد نتائجه المدمرة منذ اكثر من سنة متمثلة بالالاف من القتلى سواء من الحشد و المليشيات و الجيش او من بناء المحافظات الغربية و التهجير للسكان و التدمير للمدن و التجذير للشحن الطائفي المتبادل .
مواضيع ومقالات مشابهة